فرسان نيوز- كنب خالد الزبيدي
عشية انطلاق فيروس كورنا ( كوفيد 19) كان العالم يعاني من تفكك مفاهيم العلاقات الدولية، وانهيار منظومة أخلاقيات المعاملات بين الدول والمؤسسات، وبلغ الصراع بين كبريات الدول حالة التأهب إيذانا بشن حروب قد تأخذ لونا قاتم السواد نظرا للتطور الذي أحرزته صناعة السلاح وتقنياتها التي تهدد بإبادة هنا او هناك، أما الحروب التجارية المكشوفة تجاوزت كل الحدود وتم التنكر لمواثيق وجهود استمرت عقود لتحرير التجارة وبناء منظومة اقل ضراوة لاسيما شعوب دول الجنوب (النامية)، ومع فيروس كورونا الذي اجتاح القارات الخمس جددت دول سياساتها لتحقيق أهدافها بما يقلل خسائرها، ويسرع تحقيق الاهداف مع إكساب الوان مختلفة لكن الجوهر نفسه وربما اشد ضراوة في ظل إنشغال العالم بوباء تقترب معدلات الإصابة بـ 3.5 مليون نسمة وبمتوسط وفاة بلغت 7% قريبا من المصابين، وهي مرتفعة جدا بالمقارنة مع سرعة الانتشار وكودات الفيروس المستجد.
ترمب الذي تجاهل خطورة الفيروس بعد تفشيه في ووهان الصينية، حيث أدى هذا التجاهل الى تبوء أمريكا المركز الأول في الإصابات والوفيات، ووجدت الإدارة الأمريكية نظامها الصحي في مأزق، وبدل اللجوء الى التعاون الدولي، أطلق الرئيس الأمريكي تصريحات عنصرية عدوانية تجاه الصين الذي يخوض ضدها حربا تجارية شرسة، ووصف فيروس كورونا المستجد بـ «فيروس صيني»، وانتقل الى التهديد والتحريض الدولي على بكين، الا ان منظمة الصحة العالمية لم تؤيد ما ذهب اليه ترمب، وواصل تصريحاته الممجوجة بتحميل منظمة الصحة العالمية مسؤولية تفشي الوباء، علما بأن المخابرات الأمريكية أكدت ان الفيروس لم ينتج في مختبرات الصين او غيرها.
من الأهداف العداونية المتوافق عليها بين واشنطن وتل ابيب وعدد من حكام العرب، السيطرة على الجانب الفلسطيني من الاغوار وضم الضفة الغربية، وتصفية القضية الفلسطينية في ظل انشغال العالم والمنطقة بالوباء الذي شغلهم وانشغلوا به، وربما يكون الأخطر في هذه المرحلة محاولات امريكا والكيان الصهيوني تنفذ قرارات بالجملة تحت الضم وتحمل مضامين شرسة منها إنهاء السلطة الوطنية الفلسطينية، ترحيل الفلسطينيين عن أراضيهم لتمكين تحقيق الأهداف الصهيوينة.
هناك أهداف كثيرة رئيسية وثانوية، فالأزمة المالية والاقتصادية والنفطية التي نتجت عن فيروس كورونا المستجد هائلة ووقعت خلال فترة زمنية قصيرة تقدرها بيوت خبرة ومؤسسات دولية بحوالي 9 – 10 تريليونات دولار، وان دول الفائض المالي تحولت الى عجز كبير، ومن تشغيل كامل الى بطالة قاسية، اما الدول الفقيرة ( النامية ) ستعاني اكثر، وبعضها ستتكرس معها حالة الدولة الفاشلة غير القادرة على توفير القوت لمواطنيها.
دول الشر هي نفسها.. وعلينا التركيز على ان البوصلة الوطنية والقومية والإنسانية ثابتة، وان فلسطين قضية فلسطينية عربية وإنسانية، وهي قادرة على تذويب المحتل كما ذوبت قبلهم محتلين كثر برغم ترمب ونتنياهو.
ليست هناك تعليقات :