فرسان نيوز- نشنّ جيش الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر أمس حملات مداهمة واقتحامات استهدفت منشآت فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، من بينها مؤسسة إعلامية في مدينة رام الله.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال اقتحمت في ساعة مبكرة من فجر أمس مقر شركة «بالميديا» الإعلامية وسط مدينة رام الله (شمال القدس المحتلة)، وقامت بتفتيش وتخريب محتوياتها. وأوضحت المصادر، أن جنود الاحتلال دهموا عدة مكاتب تعود للشركة، وحجبوا كاميرات المراقبة منعاً لتوثيق ممارساتهم خلال عملية التفتيش التي تخلّلها العبث بمحتوياتها وتخريبها.
وقبل أسبوعين، اقتحمت قوات الاحتلال مقرّ شركة «بالميديا» في مدينة الخليل، وحطّمت أبوابها وصادرت معدات تقنية من داخلها. يشار إلى أن شركة «بالميديا» تقدّم خدمات إعلامية لعدد من الفضائيات الفلسطينية والعربية، وتقع في «برج فلسطين التّجاري» وسط مدينة رام الله.
كما أفادت مراسلة روسيا اليوم في رام الله أن الجيش الإسرائيلي اقتحم فجرا مكاتب شركة «بال ميديا» مزوّد الخدمات لقناة «RT» وعدة قنوات عربية ومحلية أخرى، وقام بالعبث بمحتوياتها. وذكرت مراسلة قناة «RT»، أن الجيش الإسرائيلي قام بخلع أبواب بعض المكاتب الإعلامية وتخريبها، مضيفة أنه لم يصادر أي معدات أو مواد إعلامية.
وقال شهود عيان أن 10 سيارات تابعة للجيش الإسرائيلي حاصرت العمارة، التي تتواجد فيها شركة «بال ميديا» في شارع الإرسال بمدينة رام الله، وقام عناصره باقتحام مكاتب الشركة، بعد أن خلعوا أبوابها، وعبثوا بمقتنياتها فقط.
وفي أول رد فعل رسمي، دان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بأشد العبارات، اقتحام القوات الإسرائيلية، مقر شركة «بال ميديا» في قلب مدينة رام الله بالضفة الغربية، والعبث بمقتنياتها وخلع أبوابها، واصفا ذلك بـ»السلوك الانتقامي الذي يستهدف إسكات الصوت الفلسطيني الذي أثبت كفاءته في فضح انتهاكات واعتداءات الاحتلال المخالفة لقواعد القانون الدولي، ونقل الحقيقة وإيصال الرسالة الفلسطينية إلى العالم». واعتبر عريقات اعتداء الجيش الإسرائيلي على المؤسسات الإعلامية، استكمالا لسلسة السياسات والعقوبات الجماعية الموجهة ضد وجود الشعب الفلسطيني.
ودعا عريقات دول العالم التي تعلم وتراقب سلوك الاحتلال والمؤسسات الحقوقية والإعلامية الدولية واتحادات الصحافيين الدولية والعربية، دعاها إلى «الخروج عن صمتها وتجاوز البيانات الاستنكارية اللفظية، واتخاذ الإجراءات الفورية للرد على الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة ضد أبناء شعبنا ومكوناته كافة، ومحاسبته على التعدي على حريات الشعب الفلسطيني ومؤسساته وانتهاكاته للأعراف الدولية والإنسانية التي كفلت حرية الرأي والتعبير، وضمان عدم إفلاته من العقاب، وتوفير الحماية الدولية للصحافيين الفلسطينيين وأبناء شعبنا كافة».
وفي السياق ذاته، اندلعت مواجهات محدودة بين الشبان وجنود الاحتلال خلال اقتحام مدينة البيرة، فجر أمس. كما دهم جيش الاحتلال مدينتي الخليل وبيت لحم، واعتقل شابين من الأخيرة؛ أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.
في نابلس، اقتحم الاحتلال منطقة «الضاحية» وسط المدينة وفتشت قواته عدداً من المحال التجارية والمنازل فيها، فضلاً عن قريتي كفر قليل وتل اللتان تعرّضتا لاقتحام ليلي مماثل. وفي القدس المحتلة، اعتقل جنود الاحتلال شاباً من على حاجز «قلنديا» العسكري، منتصف الليلة قبل الماضية.
وفي ذات السياق، اقتحمت قوات الاحتلال فجر أمس مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية وبلدة عزون شرقي المدينة، وداهمت منازل ونصبت حواجز. وقالت مصادر محلية، إن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا مدينة قلقيلية وتمركزوا في حي الظهر، حيث داهموا منزل المواطن محمود ذياب وفتشوه وحققوا معه ميدانيا. وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال حي النقار وتمركزت قرب مسجد الخلافة، وداهمت منزل المواطنة منى عفانة.
من جهة أخرى، نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا على مدخل بلدة عزون شرقي المدينة، وآخر على الطريق المؤدي لعزبة الطبيب، وعرقلت حركة المواطنين.
كما منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، أمس عائلات منفذي العملية التي وقعت قبل اسبوعين في المسجد الاقصى وادت لمقتل اثنين من قوات الاحتلال، من دخول المسجد. ووصلت عائلات المنفذين من ام الفحم داخل الخط الاخضر الى القدس للدخول الى المسجد الاقصى والصلاة فيه لكن قوات الاحتلال منعتهم من الدخول.
في سياق آخر، وقعت مواجهات، ظهر أمس بين محتجين وقوات شرطة الاحتلال الاسرائيلية في مدينة يافا، على خلفية مقتل شاب فجر أمس برصاص الشرطة. وأقدم ملثمون على إغلاق الشارع المركزي في يافا بالإطارات المشتعلة، كما قاموا بإحراق حاويات قمامة، وفي أعقاب ذلك وصلت قوات من الشرطة الاسرائيلية إلى المكان. ويسود مدينة يافا حالة من التوتر في أعقاب مقتل الشاب، ونقل عن محليين قولهم إنه» لا يوجد للشرطة الحق في إطلاق النار على الناس». وأضافوا أن أحدا لن يسكت على ذلك، لأن السكوت سيشجع الشرطة الاسرائيلية على مواصلة إطلاق النار، ويصبح الأمر عاديا ويتكرر ثانية.
وكان قد صرح أحد أبناء عائلة الشاب القتيل برصاص الشرطة أن أفراد الشرطة قتلوا الشاب بدم بارد، دون أن يشكل أي خطر عليهم، مضيفا أنه كان بإمكان الشرطة أن تطلق النار على قدميه أو اعتقاله. وكانت قوات من الشرطة الاسرائيلية قد أطلقت النار على الشاب مهدي السعدي (22 عاما) من مدينة يافا، فأردته قتيلًا، فيما أصيب شاب آخر بإصابة متوسطة. وادعت الشرطة الاسرائيلية أن عناصرها توجهوا إلى شارع «يافت» في أعقاب إطلاق نار وقع في المكان، على خلفية جنائية، حيث عاينوا شابين يحاولان الفرار من المكان بدراجتين ناريتين، وبدأوا بمطاردتهما، وأطلقوا عليهما النار. وأحرق شبان ملثمون الإطارات، كما أغلقوا شارع «يافيت» المركزي، حيث وقعت مواجهات. (وكالات).

ليست هناك تعليقات :