فرسان نيوز- أعلن منسقا فريق العمل الإنساني لسوريا، يان إيغلاند ويعقوب الحلو خلال مؤتمر صحفي مشترك عقداه في جنيف أمس أن الصليب الأحمر تمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى 16 منطقة محاصرة من أصل 18. وأوضح الحلو أن المساعدات لم تصل حتى الآن لزملكا وعربين في غوطة دمشق الشرقية رغم وجود الموافقة المبدئية من قبل دمشق، بسبب خلافات حول عدد المحتاجين، إذ تقيم الأمم المتحدة عدد المحتاجين في هاتين المدينتين بـ30 ألف شخص، فيما تصر الحكومة السورية على عدد أقل بكثير.
بدوره أكد إيغلاند أن استمرار الأعمال القتالية يعرقل إيصال المساعدات إلى العديد من المناطق في سوريا. وأضاف أنه رغم المخاطر التي تواجه القوافل الإنسانية في النقاط الساخنة، أرسل الصليب الأحمر أمس قوافل مساعدات إلى الشيخ مقصود بحلب وعفرين في ريف حلب وجيرود بريف دمشق. هذا وأشاد المنسقان بعمليات إسقاط المساعدات الإنسانية في دير الزور المحاصرة من الجو، علما بأن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال أي مساعدات إلى هذه المنطقة برا. لكنهما أكد أن عمليات الإيصال البرية تبقى الخيار الأفضل رغم كافة الصعوبات والمخاطر. وأوضح الحلو أن عملية إيصال الكمية الضرورية لتموين منطقة من المناطق المحاصرة لمدة شهر عن طريق الإسقاط من الجو، ستستغرق شهرين، فيما يمكن إيصال نفس الكمية بشاحنات في غضون 3 أيام. وحسب معلومات المكتب، فقد شملت جهود الإغاثة منذ بداية العام 460 ألف سوري في المناطق التي يصعب الوصول إليها، و334 ألف شخص في المناطق المحاصرة، كما تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من إيصال المساعدات إلى 50 ألف شخص في المناطق التي يجب عبور خطوط الجبهة للوصول إليها.
إلى ذلك، دخلت قوات سوريا الديموقراطية أمس مدينة منبج، احد ابرز معاقل داعش في محافظة حلب في شمال البلاد، بعد ثلاثة اسابيع على اطلاق عملية واسعة. وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل داعش في محافظة حلب. ولمنبج تحديدا اهمية استراتيجية كونها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله الابرز في سوريا، والحدود التركية.
وافاد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «دخلت قوات سوريا الديموقراطية اليوم مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة اميركية»، مشيرا الى «اشتباكات عنيفة تدور بين الابنية وفي الشوارع داخل المدينة». وتستهدف طائرات التحالف مواقع الدواعش وتحركاتهم داخل المدينة وفي محيطها لاعاقة قدرتهم على صد هجوم قوات سوريا الديموقراطية، التي تقدمت الى داخل المدينة بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش الواقعة عند اطرافها الجنوبية الغربية.
وفي هذه المعركة التي من المتوقع ان تشكل تحولا كبيرا في الحرب ضد داعش والتي يساندها التحالف الدولي، تتلقى قوات سوريا الديموقراطية الدعم ايضا من مستشارين اميركيين وفرنسيين على الارض. وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية على جبهة منبج لفرانس برس «يحاول عناصر تنظيم داعش اعاقة تقدم قواتنا عبر زرع الالغام والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، الا ان المقاتلين وبالتنسيق مع التحالف (الدولي) مصممون على التقدم داخل المدينة والقضاء على كافة مسلحي داعش». وتوقع عبد الرحمن ان يكون تقدم هذه القوات «بطيئا داخل المدينة نتيجة الالغام والمفخخات التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية»، مشيرا الى «مقتل عنصرين من قوات سوريا الديموقراطية جراء تفجير لغم في احد المنازل».
وعلى جبهة اخرى، يتصدى داعش لمحاولات قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها التقدم مجددا الى داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة بعد تراجعها مطلع الاسبوع على وقع التفجيرات والهجمات الانتحارية للدواعش. وافاد المرصد أمس باصابة «ثلاثة جنود روس (الثلاثاء) بجروح خطيرة جراء استهداف سيارتهم بتفجير لغم زرعه تنظيم داعش شرق منطقة بئر أبو علاج، الواقعة على الحدود الادارية بين محافظتي الرقة (شمال) وحلب»، حيث تمركزت قوات النظام بعد تراجعها. وتمكنت القوات الروسية من سحبهم، بحسب المرصد، الذي اشار ايضا الى مقتل اللواء حسن سعدو، رئيس اركان الفرقة العاشرة في الجيش السوري التي تتصدر الهجوم، جراء استهدافه من قبل الدواعش في المنطقة ذاتها.
وكانت قوات النظام ومقاتلون من قوات «صقور الصحراء» موالون لها ومدربون من موسكو، شنوا هجوما مطلع الشهر الحالي بدعم جوي روسي وتمكنوا من دخول محافظة الرقة للمرة الاولى منذ عامين والتقدم جنوب مدينة الطبقة، قبل ان يتراجعوا الاثنين الى تخوم المحافظة. وفي مدينة حلب، قتل ستة اشخاص بينهم طفلة الخميس جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على حيي الخالدية وشارع النيل في الجزء الغربي تحت سيطرة قوات النظام وفق المرصد السوري.(وكالات
ليست هناك تعليقات :