فرسان نيوز- خاص الجزائر -
الاستاذ : حوسيني طاهر
المكان إيفيان التاريخ يوم 18 مارس 1962 وبالضبط على الساعة الخامسة وأربعين دقيقة ،وبعد اجتماعات طويلة مرهقة دامت اثنا عشر يوما متتالية، وبعد قراءة مفصلة لبنود الاتفاقية التي ضمت أكثر من 86 صفحة توجت الاتفاقية بالتوقيع . عن الجانب الجزائري السيد كريم بلقاسم نائب رئيس الحكومة المؤقتة ورئيس الوفد المفاوض ، وعن الجانب الفرنسي لويس جوكس وزير شؤون الجزائر. وبموجب هذه الاتفاقية تم وقف إطلاق النار عبر كامل التراب الجزائري يوم 19 مارس 1962 على الساعة 12 زوالا. وأدلى السيد كريم بلقاسم رئيس الوفد الجزائري في المفاوضات بتصريح قال فيه "بمقتضى التفويض من المجلس الوطني للثورة الجزائرية وباسم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وقعنا على اتفاق عام مع الممثلين المفوضين للحكومة الفرنسية. وبمقتضى هذا الاتفاق العام أبرم اتفاق لوقف القتال، ويدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بكامل التراب الوطني يوم الاثنين 19 مارس في منتصف،النهار،بالتدقيق. وفي هذا الساعة التاريخية تتجه أفكارنا إلى كل الذين ضحوا بأنفسهم وإلى كل أنصار القضية الوطنية عبر كل الأزمنة لتحييا الجزائر حرة . شهر مارس شهر الحرية في المغرب العربي، فيه نالت تونس والمغرب استقلالهما، وفيه يشرق اليوم على الجزائر فجر الحرية والسلم والاستقلال وكانت مصادفات الأقدار قد جعلت عددا كبيرا من أبطال ثورتنا يستشهدون في مثل هذا الشهر حتى أطلق عليه شهر الشهداء، ثم شاءت الأقدار مرة أخرى أن يحتفل المغرب العربي بأعياد حرية أقطاره الثلاثة في نفس الشهر، فإنه ليس من قبيل التلاعب بالألفاظ أن نرى في ذلك شيئا أعمق من مجرد المصادفة، إن اقتران حرية الجزائر بذكرى الشهداء وبحرية المغرب العربي كله هو رمز عميق بعيد الأثر في تاريخنا ومستقبلنا، إنه الرمز المقدس بين الحرية وثمنها العظيم والوحدة وأساسها الروحي والمادي المتين. والسؤال المطروح ما هي الفائدة من الاحتفال بالحوادث التاريخية ؟ الأمة التي تهمل قراءة تاريخها لن تحسن قيادة حاضرها ولا صياغة مستقبلها وهو ما يجب آن نصبوا إليه، أخذ العبر ،وبناء دولة أساسها العدل ، لا يقصى فيها أحد ،فالأعداء لن يعدموا أن يجدوا من الجزائريين أفرادًا مغفلين أو طامحين يخدمونهم من حيث لا يشعرون، ممن يصدق فيهم قول الشاعر: إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ *** نصيب ولاحظٌ تمـنى زوالـها ولا يجب أن ننسى أن بلادنا مستهدفة من كل الجهات ، ولن يهدأ للغرب بال حتى يدمرون الجزائر، ، ولا سبيل إلى صدهم إلا في وحدتنا ونبذ الخلاف الذي بيننا ، والانصهار في كتلة واحدة كما فعلها آباؤنا ، انصهروا في جبهة التحرير رغم اختلاف مشاربهم..وأعطوا للعالم درسا تتناقله الأجيال . فكل خلاف مهما كان ضئيلا سيكبر ويدمر أرى خلل الرماد وميض نار *** ويوشك أن يـكون لها ضرام فإن لم يُطفها عقلاء قـوم *** يكون وقــودها جثث وهام فإن النار بالعودين تذكى *** وإن الحــرب أولهـا كـلام
ليست هناك تعليقات :