» » مؤتمر دور الوسطية في مواجهة الارهاب يبدأ اعماله في عمان و 150 عالماً وسياسياً يناقشون خطر داعش


فرسان نيوز-
 يناقش نحو 150 مفكراً وعالماً وسياسياً، على مدار يومين في الأردن، محاربة التطرف والإرهاب، وتحقيق الإستقرار والسلم العالمي، في أعقاب بروز جماعات إرهابية على رأسها تنظيم داعش.

ويأتي المؤتمر الذي ينظمه المنتدى العالمي للوسطية تحت عنوان  "دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي"، بعد موجة التعصب والتطرف والإرهاب في العالم خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لإظهار خطر العنف وكيفية تحقيق الاستقرار والسلام العالمي.

وقال الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية، مروان الفاعوري، في كلمة له بافتتاح الملتقى السبت، إن "الحالة الحرجة التي نمر بها جميعاً استوجبت عقد مؤتمر لنبذ التطرف، والعنف، والحروب الداخلية، والوقوف على اتساع مظاهر التطرف، والإرهاب من التكفير وإلى التّفجير بما يهدد السلم الاجتماعي للأوطان، والبنيان والإنسان".

سوء فهم
ورأى الفاعوري أن كل ذلك نجم عن سوء الفهم لمبادئ الإسلام الحنيف والمحاولات المشووهة لتطبيقها، وأن الناظر لما يجري في عالمنا العربي والإسلامي لا يحتاج إلى حصافة ليرى استهدافاً مباشراً للأمة، فالمنطقة تواجه أخطر تحد لمصيرها في التاريخ والحديث أكبر من غزو المغول والصليبين والغزو الصهيوني والإحتلال الأجنبي.

ومن جهته قال الأمين العام المساعد في جماعة الدول العربية، بدر الدين العلالي، في كلمة ألقاها نيابة عن أمين عام الجامعة نبيل العربي، إن "الأحداث المأساوية التي تشهدها البلدان العربية جعلتنا نسمع أصوات بعض الجماعات المتطرفة التي تتحدث باسم الدين، وهو منها براء، وأصبحت تصدر فتاوى مغلوطة وكأنها الجهة التي تمتلك حق الإفتاء، منتهجة أسلوب القتل والتدمير والتكفير، الشيء الذي بدأ ينعكس على الجاليات المسلمة في أوروبا".

ودعا العربي إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للعمل على إحياء القيم الإنسانية التي تساعد على تقدم المجتمعات وازدهارها بعيداً عن التشنج والتعصب، مؤكداً أن الحوار هو السبيل للتصدي لحديث الكراهية الذي يعد عاملاً أساسياً في صعود موجة العنف والإرهاب التي نشاهدها اليوم.

مفاهيم خاطئة
ولفت إلى أن الوقت حان لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين، وتجديد الخطاب الديني لإعادة بناء مفاهيم التسامح والحداثة دون التفريط في الثوابت الدينية.

وفي كلمة لمدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، عبد العزيز بن عثمان التويجري، ألقاها مندوب عنه، قال فيها إن "العالم الإسلامي منقسم ومتفرق، جعلت السياسة من مذاهبه مواقعَ للصراع ومصادرَ للفتن والخلافات، وهي التي كانت في فترات التقارب مصادر للتنوع الثقافي الإيجابي، وكانت ثوابتها المشتركة جامعة لشمل الأمة وعاملة على وحدتها وألفتها".

وشدد التويجري، على ضرورة حشد جهد عالمي إسلامي كبير لمعالجة التطرف ومواجهة الإرهاب، وتبيان الصورة الصحيحة للإسلام، متأملاًَ أن يتم الخروج من المؤتمر بمشروع رؤية شاملة ومتوازنة تحول إلى برنامج عمل في التربية والتعليم والثقافة والفتوى والسياسة والعلاقة مع الأغيار.


وأكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري على ضرورة العناية بالجبهة الداخلية لأنه أولوية قصوى تتقدم على سائر الاولويات.

وأشار في محاضرة عن الإرهاب حضرها طلبة جامعات في المدينة الرياضية بعمان، إلى ضرورة اتاحة فرصة المشاركة للجميع، لنبذ أي ممارسات شاذة قد تهدد الأمن الوطني في المنطقة، وتطوير مخرجات التعليم العام واحترام الحريات المسؤولة وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع.

  اكد وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني ان المعركة ضدّ الإرهاب والتطرّف، ليست عسكريّة فحسب بل تتجاوز ذلك الى معارك أخرى وصفها بالسياسيّة، والفكريّة، والإعلاميّة، والتربويّة.

 وقال المومني بورقة قدمها في الجلسة الثالثة للمؤتمر ان تلك المعارك المتنوعة تحتاج وتتطلّب تضافر الجهود، والعمل جميعاً ؛ مؤسّسات وأفرادا للتصدّي لها، وحماية الوطن وابنائه من مخاطرها، واستدامة الأمن داخل حدودنا.
 واوضح، ان الحكومة قامت باتخاذ إجراءات عدة وضعت من خلالها إستراتيجيّة شاملة لمواجهة التطرّف والإرهاب، بهدف تحصين الجبهة  الداخليّة، وإحباط مخطّطات القوى الظلاميّة، مشيرا الى انها  تضمّنت عدّة محاور فرعيّة متخصّصة، للتعامل مع مختلف الأحداث والمستجدّات.
 وعن ابرز المحاور بين المومني ، ان الخطّة إلاعلاميّة الهادفة الى تعزّيز أهمية الخطاب الإعلامي الديني في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام الوسطي والمعتدل والمتسامح، المنفتح على الحضارات والثقافات الأخرى.، وتطوير خطاب الدولة الإعلامي ليكون إعلاماً فاعلاً ومؤثراً، قادراً على خدمة المواطن وحمل رسالة الوطن.
  ولفت بورقته التي حملت عنوان «دور مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية في التصدي للتطرف»، الى ان ترسيخ الحكم الديمقراطي، وزيادة حجم المشاركة الشعبية على أوسع نطاق، يعدان عاملين أساسيّين في ردع أفكار التطرّف، وتقويم سلوك الأفراد، وترسيخ قيم الانتماء الوطني.
 وفي هذا الصدد، أكد المومني التزام الحكومة بدفع عمليّة الإصلاح السياسي، واستكمال خطّتها وفق الرؤية الملكيّة السامية.
 وتابع، ان الحكومة وضمن الاطار الاصلاحي، احالت قانونيّ اللامركزية والبلديات إلى مجلس النوّاب، لإقرارهما عبر القنوات الدستوريّة، لتعزز بذلك التشريعات الناظمة لعمليّة الإصلاح السياسي، والتي تكفل مزيداً من الحريات، وترسيخ قيم العدالة والمساواة، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
واشار الى ان ايجاد الحلول لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية يعد جزء مهما من مواجهة الارهاب والتطرف، مبينا ان الجهود السياسية مستمرة لإيجاد الحلول للقضايا المزمنة، وفي مقدّمتها القضيّة الفلسطينيّة، وفق قرارات الشرعيّة الدوليّة، وبما يعيد إلى الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المسلوبة، فالقضيّة الفلسطينيّة، كما نعلم، هي جوهر الصراع والنزاع في المنطقة.
   وفي إطارٍ موازٍ، نوه المومني الى ان الأردنّ يبذل الجهود الممكنة في سبيل دعم الأشقّاء العرب، والسعي لإيجاد الحلّ السياسي لكلّ القضايا العالقة، وفي مقدّمتها: الأزمة السوريّة، والقضيّة العراقيّة، ووحدة الأشقّاء في اليمن وليبيا وغيرها من الدول الشقيقة.
 واكد إن جميع مؤسّسات الدولة وأجهزتها: العسكريّة والمدنيّة، استدركت الخطر مبكّراً، وهي تعمل بتناغم مستمرّ من أجل درئه، وإحباط مخطّطات القوى الظلاميّة، التي تحاول النيل من صمود الأردنّ، وتقويض أمنه، وإرهاب أبنائه، وتقويض دوره في إشاعة السلم والأمن العالميين.
وقال «وما زلنا بحاجة إلى استمرار التعاون والتكاتف، في سبيل حماية الوطن، وضمان أمنه واستقراره، ومساندة أشقّائنا العرب في تجاوز أزماتهم ومحنتهم».
 وفي اجابته على اسئلة المشاركين، قال المومني: ان الاردن وبصفته رئيسا لمجلس وزراء العرب حاليا، تبنى ميثاق شرف صحفي واعلامي وخطة اعلامية لمواجهة الفكر الارهابي والتكفيري، مؤكدا في الوقت ذاته بان الحرية الاعلامية لا تعني الاساءة للاخر .
  واكد ان الاردن لم ولن يسمح باي خطاب تحريضي ضد الاخرين بغض النظر عن الهدف،موضحا ان الدولة الاردنية تتعامل مع مختلف الاطياف ضمن مرجعيات قانونية.
كما تحدث في الجلسة الختامية لليوم الاول للمؤتمر التي حملت عنوان «دور المؤسسات والمنظمات الرسمية والاهلية في تدعيم الاستقرار وترسيخ منهج الاعتدال» وادارها الدكتور هشام العباس من  السعودية، وزير الاوقاف الاسبق الدكتور عبدالسلام العبادي، وممثل الايسيسكو «المنظمة الإسلامية الدولية للتربية والثقافة والعلوم» الدكتور عزالدين معميش، ومن ماليزيا تحدث الدكتور مجان الياس.
وعرض الدكتور العبادي بورقته التي حملت عنوان «دور المنظمات الاقليمية والدولية ووزارات الاوقاف في معالجة التطرف وتعزيز قيم التوازن والاعتدال» اهم الخطط والبرامج التي قامت بها تلك المنظمات منذ سنوات وصولا الى النشاطات البارزة التي تقوم بها حاليا.  وتناول الدكتور معميش موضوع الاسناد المعتمد على النص المنقول الجامد وفرق بينه وبين الاعتماد على المنطوق العقلي في قبول الافكار المتداولة او المحرفة، رابطا ذلك بالرمز والمرجعية التي سيطرت على اجيال اليوم دون التمحيص باساس اقوالها.
وارجع الدكتور مجدان الياس مشكلة التطرف والانحراف بالتفكير الى ضعف المناهج والتربية ومؤسسات التنشئة عموما، داعيا في الوقت ذاته الى تبني عوامل بناء الامة بالتركيز على مؤسسات التنشئة والاخذ بعين الاعتبار عوامل التربية والاعتقاد والفتكير السليم ،وعوامل السياسة والاعلام .

ويواصل المؤتمر عقد جلسات وورشات عمل بمشاركة مسؤولين من الأردن 20 دولة عربية وإسلامية، لبيان مخاطر التطرف.

عن المدون الاستاذ مالك عبيدات

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.

المجتمع والناس