فرسان نيوز- حوادث الغرق في البرك الزراعية والسدود أصبحت ظاهرة متكررة، خصوصا في مناطق الأغوار.
ويدفع
اطفال الاغوار وذووهم ضريبة سنوية بازهاق ارواح بريئة كل سنة؛ فأطفال بعمر
الورود قضوا نحبهم غرقا، وبسبب الاقبال المتزايد من الاطفال على السباحة
هروبا من ارتفاع درجات الحرارة.
واصبحت تشكل حوادث غرق الأطفال ظاهرة
مقلقة بعد ازديادها بشكل ملحوظ خلال الايام الماضية، حيث تعرض 6 أطفال
للوفاة غرقا في حادثين منفصلين وقعا في محافظة البلقاء خلال اسبوع، الأول
في منطقة الشونة الجنوبية أدى إلى وفاة أربعة اطفال أشقاء في سد الكرامة
امس الاول، والثاني في منطقة عين الباشا أدى إلى وفاة حدثين في بركة بإحدى
المزارع، مما احدث صدمة لدى المجتمع من حجم المأساة التي تعرضت لها عائلات
هؤلاء الأطفال الذين فقدوا.
وطالب مواطنون الجهات المعنية بضرورة اتخاذ
إجراءات صارمة في التصدي لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وتشديد الرقابة على
المسطحات المائية مثل البرك الزراعية والسدود وغيرها؛ لما تشكله من خطورة
على المواطنين وخاصة الأطفال ومنع التواجد أو السكن بالقرب منها، وكذلك
زيادة وعي الأهالي بأهمية عدم التنزة أو السباحة بالقرب من تجمعات المياه
أو السماح للأطفال بالاقتراب منها وتشديد الرقابة عليهم خاصة الذين يقيمون
بالقرب منها.
مستشفى الشونة الجنوبية
وكشف مدير مستشفى الشونة الجنوبية الدكتور فايز الخرابشة، عن وفاة سيدتين في سد الكرامة الجمعة الماضية.
وقال
الخرابشة في تصريح إن أمّا في العقد الخامس من عمرها توفيت غرقا في سد
الكرامة الجمعة الماضية، فيما توفيت ابنتها العشرينية في أحد مستشفيات
الزرقاء بعد يومين من غرقها.
وشدد الخرابشة على أن أغلب الوفيات غرقا
لأطفال ولأشخاص لا يجيدون السباحة، داعيا سكان المنطقة إلى أخذ الحيطة
والحذر من البرك الزراعية والسدود وتجنب الاقتراب منها.
ونبه الخرابشة أصحاب البرك الزراعية إلى عدم تركها مكشوفة للأطفال وتوفير سبل الحماية حولها، لمنع اقترابهم منها.
وطالب المسؤولين بوضع لوحات تحذيرية وبتسيج السدود كاملة، للحد من ظاهرة الغرق.
وعن
تفاصيل وفاة 4 أطفال أشقاء غرقا في سد الكرامة، قال الخرابشة إن أسرة من
منطقة تبعد مئات الأمتار عن السد، فقدت أطفالها الأربعة نتيجة غرقهم فيه.
وأضاف أن المدعي العام والطب الشرعي كشفوا على الجثث الأربع، ليصار إلى تحويلها للطب الشرعي في مستشفى السلط.
الدفاع المدني
وعلى
امتداد الاعوام الماضية فقد الوطن عشرات الارواح البريئة نتيجة الغرق
بقناة الملك عبدالله والسدود دون البحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة.وبين
تحميل سلطة وادي الاردن المسؤولية الكاملة عن هذه الحوادث باعتبار أن
القناة والسدود تخضع لادارة السلطة من حيث توفير الصيانة والحماية والحراسة
للقناة والسدود وعدم السماح بالاقتراب منها، وبين وجود تقصير من الأهالي
في متابعة أبنائهم ومنعهم من السباحة في القناة والسدود والتي تشكل خطورة
كبيرة عليهم.
وتشير احصائيات الدفاع المدني عام 2020 الى اكثر من 120
حالة غرق في المسطحات المائية والبرك الزراعية في الاغوار خلال العشر سنوات
الماضية، موضحة ان ما نسبته 70 % من حالات الغرق هي للاطفال، وان 60 % من
حالات الغرق هي في قناة الملك عبدالله والبرك الزراعية والسدود.
ورصدت
احصائية لمركز الطب الشرعي لاقليم الجنوب، ارتفاعا في حالات الوفاة غرقا
بالبرك والآبار الزراعية، التي تعامل معها المركز خلال العام الماضي عن
العام الذي سبقه. وبينت الاحصائية ارتفاع وفيات الغرق بالبرك والآبار
الزراعية لأكثر من النصف لتصل الى 10 حالات غرق بالبرك الزراعية والآبار،
أغلبها بمنطقة الأغوار الجنوبية، ارتفاعا من 3 حالات فقط للعام 2019، ما
يؤشر الى خطورة البرك الزراعية على حياة المواطنين والعاملين بالمناطق
الزراعية.
متصرف الشونة الجنوبية
وكان متصرف الشونة الجنوبية د. طايل
المجالي أكد أن التدابير المتخذة في السدود والبرك الزراعية هي تدابير
موحدة في جميع سدود المملكة من حيث وضع الإشارات التحذيرية والاسيجة وتسير
دوريات مراقبة على تلك المناطق الخطرة ومنع الاقتراب منها.
وكانت لجنة
شكلت برئاسة سلطة وادي الاردن والجهات المعنية والمختصة للتحقيق بوفاة
الأطفال الأشقاء الأربعة في سد الكرامة وكيفية دخولهم بحيرة السد والتأكد
من إجراءات الحماية في هذه الاماكن.وأوصت اللجنة المشكلة لبحث أسباب غرق
الأشقاء الأربعة في سد الكرامة امس الاول بعدد من القرارات.
وبين
المجالي ان حوادث الغرق في السدود والبرك الزراعية وقناة الملك عبدالله
تتكرر كل عام رغم كل التحذيرات والمناشدات بضرورة عدم الاقتراب من المسطحات
المائية والسباحة فيها, خاصة خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة ما
يغري الكثير من الأطفال والشباب إلى ارتيادها.
وأضاف المجالي عقب انتهاء
اللجنة المشكلة لبحث قضية غرق الأشقاء الأربعة، ان سلطة وادي الاردن
بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة تنظم جولات ميدانية وزيارات
مكثفة للسدود لمنع صيادي الأسماك من الدخول الى السدود ورغم هذا يحدث
تجاوزات يومية ويتم ضبط العديد من الصيادين وجميعهم يخاطرون بأنفسهم
ويدخلون الى اعماق السدود بقوارب بدائية.
وأكد المجالي ان اللجنة خرجت
بعدد من التوصيات أهمها، ترحيل جميع القاطنين بالقرب من السدود وتكثيف
الرقابة على المسطحات المائية وتسييج هذه المسطحات لمنع الدخول اليها
وزياده توعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام.
ودعا المجالي أهالي
مناطق اللواء ومرتادي هذه السدود الى عدم الاقتراب او السباحة وعدم
الاقتراب من هذه الأماكن، مضيفا ان معظم المناطق المأهولة والقريبة من
المناطق السكنية مشيكة ويوجد عليها شواخص تحذيرية.
جد الأطفال الأربعة يكشف سبب الفاجعة
قال
سليمان التعامرة، جد الأطفال الأربعة الذين قضوا أمس الاول غرقا في سد
الكرامة، إن المناطق المحيطة بالسد هي المأوى الوحيد لمربي المواشي الذين
فضلوا الابتعاد عن المناطق السكنية، موضحا أن والد الأطفال واحد من بين
عشرات الأسر التي تقطن المنطقة منذ سنوات.
وأكد التعامرة أن حادثة الغرق
ليست الأولى إذ تم تسجيل العديد من حوادث الغرق التي راح ضحيتها عدد من
الشباب والأطفال، لافتا إلى أن مثل هذه الحوادث ستتكرر إذا لم يتم اتخاذ
إجراءات جدية للحد منها.
وأضاف التعامرة أن أحفاده أطفال لم تتجاوز
أعمارهم 10 سنوات ولم يكن بمقدورهم الوصول للمياه لو وجد سياج أو حاجز،
مؤكدا أن جميع المناطق المحيطة بالسد غير مُسيجة ولا يوجد إشارات تحذيرية
ولا حراس.
ليست هناك تعليقات :