» » » » نتنياهو يدق طبوله على شاشة عرض بواشنطن فيهدد حدود الأردن

فرسان نيوز- بينما يستعرض رئيس الوزراء الكيان الصهيوني  بنيامين نتنياهو في واشنطن الخطر الإيراني “المحدق” كما وصفه على شاشة عرض ضخمة، لا بد أن العاصمة الأردنية عمان تجلس أيضاً متفرّجة على ارهاصات معارك يدق طبولها رئيس الكيان الصهيوني على حدودها الشمالية والشمالية الغربية منذراً بجبهة جديدة، غير الجبهات المفتوحة أصلاً.

في الجنوب اللبناني استنفر حزب الله، بعدما وصلته المعلومات الدقيقة بأن الصهاينه قاموا بإجراء مناورات على الحدود “غير المرسّمة” بعد، والأهم أن ذلك يأتي بعيد بدء مناورات لقوات الاحتلال ضخمة ومعلنة مع الامريكيين في الشمال أيضاً.

مشكلة الأردن في هذا المشهد معقّدة جداً، فهو يعلم ان ايران الموجودة تماما في سوريا لن تترك “جنوب لبنان” وحزب الله في المعركة- اذا ما انطلقت- وحدهم، وهذا يعني بالضرورة دخول الجنوب السوري على خط المعركة، دون الحاجة للحديث بأن الامر يمكنه الامتداد ليشمل الجبهة الاردنية الشمالية الشرقية في العراق حيث القوات الايرانية وموالوها ايضاً هناك.

الرغبة الاسرائيلية- الامريكية، التي يمكن وصفها بـ “العبثية” في بدء معركة من هذا النوع، تدرك العاصمة الأردنية انها ايضا ستدفع ثمنها وبصورة صعبة التوقع، وهنا يمكن دخول الكثير من العوامل على خط الازمة، واهمها ان الحدود المرشّحة للاشتعال اصلا “خطرة” من وجهة نظر الاردنيين، حيث مخيم الركبان، الذي تقدر المصادر الامنية انه يخفي نحو 2000 من العناصر الهاربة من تنظيم – داعش، والعشائر السورية المسلحة المعارضة الذي قادت عمان محادثات فاشلة بينه وبين النظام السوري بخصوص معبر نصيب- جابر والسيطرة عليه منذ أشهر.

المخيم المذكور لم يستطع حتى اللحظة قرار مجلس الامن الاخير بمسؤولية الدولة السورية عنه، حل مشاكله المتعلقة بالماء والغذاء والمساعدات، كما ان التصريح الروسي وعلى لسان السفير الروسي في عمان بوريس بولوتين جاء واضحاً حيث الولايات المتحدة وقواتها اضطلعت بمسؤولية مراقبة الجنوب وادارته بينما هي اساسا لا تفعل.

التصريح الروسي زاد بالقول ان على الولايات المتحدة ان تسحب قواتها من الجنوب لتقوم الدولة السورية بفرض سلطتها والاضطلاع بمهامها؛ التصريح بالنسبة لعمان يشير بوضوح بأن “ازمة روسيا- اميركا” الخاصة قد تنتقل بسهولة للجنوب بعد اغلاق ملف الغوطة، خصوصا اذا ما صدق التقرير الوارد عن صحيفة واشنطن بوست خلال اليومين الماضيين والذي اكد ان الولايات المتحدة وخصوصا البيت الابيض يدرسون ضربة عسكرية موجعة لحكومة دمشق، وهذا ما يعني ان احتمالية المواجهة مرشحة للزيادة.

روسيا تجد للدولة السورية مفرّاً آمنا من الاضطلاع بالمهمة الخاصة بالمخيم المرفوض من الجميع وللكثير من الاسبابها التي اهمها ان تركيبة المخيم الديمغرافية تقلق كل الاطراف عدا الامريكية، التي درّبت وتعاملت مع عدد من المسلحين المقلقين الموجودين بداخله، الا ان القوات الامريكية في الجنوب السوري كما هو معروف لا ترغب لنفسها بالقيام بمهمات انسانية، ولم يكن هذا دورها من البداية.

التفاصيل فيما يتعلق بالمخيم كثيرة ومعقدة، فالدولة الاردنية ترفض الاضطلاع بالمسؤولية عليه حتى قبل الحادث الذي استهدفها من داخله، حين كان الملك الهاشمي عبد الله الثاني قد صرح مباشرة ان عمان لن تستقبل ابناء المخيم المذكور تحديدا وذلك بسبب حساسية خلفياتهم الامنية؛ الأمر الذي يعني بالضرورة زيادة الخطر على الجانب الاخر من الحدود. والدولة السورية تنظر له على انه اصلا مشكلة اردنية، ولا احد يقرأ تبدلا في اللهجة الروسية رغم ان الارهاصات واضحة في اللهجة الروسية.

في الاثناء، يلتزم الامريكيون الصمت تماما حيال الجنوب السوري، وينطلق البيت الابيض في العزف على ذات الوتر الاسرائيلي المهدد والمتوعد للايرانيين، لتتذكر عمان ما اراد لها الروس ان تتذكره: الوجود العسكري الامريكي متمركز بصورة اساسية في الجنوب السوري، واي معركة صغيرة كانت او كبيرة، ستدخل القوات الامريكية ضمنها مع الجانب الاسرائيلي بالطبع.

مفاد المعادلة اعلاه، ان عمان ايضا في الواقع الجيوسياسي، قد تدفع ثمناً لحرب ليست حربها أو على الاقل معركة ليست معركتها، بين اطراف لا تنتهي عند حزب الله- اسرائيل ابداً، خصوصا مع ترك مساحة هامش كبير لدخول قوات “حليفة للاردن” كالسعودية مثلا على خط معركة ضد الحزب اللبناني وايران اذا ما اتسع النطاق ودعت الحاجة. الامر الذي لا يترك لعمان ابداً اي مجال للمناورة المتأخرة، خصوصا مع علاقات اردنية جامدة ومجمّدة مع كل الاطراف المذكورة والموجودة عمليّاً سواء اكان الجمود طوعاً او كرهاً.

بكل الاحوال، الاستقطاب على اشدّه، والسمة الغالبة على حلفاء المملكة التقليديين التسرع وعدم الانضباط لا في ردود الافعال ولا حتى في الخطط والتطلعات والاخطر انهم “انانيون”، الامر الذي يحتّم على عمان ان تمسك عمليّاً بخيوط حدودها وتضمنها عبر تحالفات من خارج الصندوق ومن خارج الدائرة المعروفة، وعلى قاعدة الدفاع عن النفس والوجود اكثر من اي شيء اخر.

عن المدون فرسان البرلمان نيوز/مديرالتحريرباسمه العابد

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.

المجتمع والناس