» » » » «الأمية» عقبة كبيرة أمام برامج التنمية الشاملة

 
فرسان نيوز-  تشير آخر الارقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الى انخفاض نسبة الأمية في الأردن حتى نهاية عام 2016 إلـى 8ر6 بالمئة، فيما بالمقابل تشير آرقام احصائيات دائرة قاضي القضاة  الى ارتفاع عدد حالات طلاق الاميات، فيما المؤسسات المعنية بكافة القطاعات تدرك خطورة مشكلة الأمية وظواهرها السلببية على الوعي الشامل للفرد والمجتمع المتمثلة في زيادة الهدر وارتفاع نسب الإصابات في العمل والحياة واعاقة متابعة متطلبات المواطنة والحد من الإبداع والابتكار الى جانب كونها عقبة كبيرة أمام برامج التنمية الشاملة.
وعلى الرُغم من أن نسبة الأمية في الوطن العربي تشهد تناقصاً مستمراً منذ سبعينيات القرن العشرين، إلا أن أعداد الأميين نفسها لا زالت في ارتفاع حالياً، يقدر بأن محو الأمية في كامل العالم العربي لن يحصل قبل عام 2050 ، فيما تختلف تحديدات الأمية ومقاييسها اختلافات كبيرة بين كونها العجز عن القراءة والكتابة، وآخر تحديداتها القائلة إنها العجز عن استخدام الكمبيوتر، ولكن ما لا خلاف عليه هو أن الأمية بكل أشكالها تكاد أن تكون مرادفاً للتخلف والفقر، وأن مكافحتها شأن تعيه معظم دول العالم التي تعاني منها بنسبة أو أخرى.
شرط أساسي
بدورها الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة فادية الابراهيم علقت على الأمر بالقول، ان ظاهرة الأمية واحدة من اقدم الظواهر الاجتماعية في المجتمع تعتبر من اكثر المشكلات تعقيداً والسبب المباشر فى وجود ظاهرة التخلف وتدني نتائج برامـج وخطط التنمية عموما ، ولا يوجد الوعي الكافي بحقيقة وحجم وتحديات هذه الظاهرة الاجتماعية.ونوهت الابراهيم إن القضاء على ظاهرة الأمية شرط أساسي لتطور المجتمع نحو المستقبل الذى يمثل العنصر البشرى فيه الركيزة الأساسية لصنع هذا المستقبل ولمواجهة المجتمع الإنساني المعاصر المتسم بالتغير السريع والمذهل فى كافة المجالات والتى تعتمد فى الأساس على القوى البشرية والتى لن تتمكن من إحداث التغيير المستهدف إلا إذا ما تغيرت قدراتها، ولذلك وجب إعادة تعليم وتحرير الإنسان من الأمية ورفع مستوى الوعي والمعرفة لديه كون المشكلة فى ظاهرة الأمية أنها تمثل حضانة وموطن للعديد من المشكلات والمعوقات الكثيرة التى تقف أمام تطور المجتمع وتعيق تحسين الأوضاع المعيشية للسكان فيه ، ويمتد اثرها في إحداث التخلف فى جبهات متعددة اذ تحدث التخلف الاجتماعي والتخلف الاقتصادي والتخلف السياسي والتخلف الثقافي والتخلف التربوي ، وقد ازداد أثرها فى المجتمع المعاصر خاصة فى ظل حركة التقدم والمعاصرة أصبحت قضية خطيرة فهى كثيرة الانتشار.
انواع الأمية
ولفتت الابراهيم النظر الى انواع الأمية الأبجدية وهى أكثر هذه التصنيفات انتشاراً في المجتمع والتي اعتبرت الأمية ظاهرة تعليمية بحتة فاقتصرت على عدم معرفة القراءة والكتابة والإلمام بمبادئ الحساب الأساسية ويتصف الانسان بالأمية لأنه لا يلم الماما كاملا بمبادئ القراءة والكتابة والحساب وغير منتسبا إلى أي مدرسة آو مؤسسة تربوية وتعليمية، وهنالك الأميه التربوية وهي من اخطر أنواع الأمية على الإطلاق وتعتبر فيها الأمية ظاهرة تعليمية أى علاقتها بالتعليم باعتبار أن التعليم هو الشرط الأساسي للقضاء على الأمية، ولدينا الأمية في القراءة والكتابة قد نجدها تتفشى في طائفة معينة من الناس، كما يوجد الأمية الوظيفية وهي تعني كل شخص يجهل طبيعة وظيفته ومهامها، أو أى شخص وضع في وظيفة يجد نفسه فيها غير قادر على فهم المهام المطلوبة منه وغير قادر على الإبداع وتطوير العمل في نطاق مسئوليته بالإضافة إلى جهله بالاختصاصات احترامها وعدم تعديها، لأن طبيعة العصر ومفاهيمه تحتم علينا أن نعتبر كل جاهل بطبيعة ومهام الوظيفية، والخطر الأمية السياسية وتعني جهل الفرد بالمعلومات السياسية وعدم اهتمامه بالوضع السياسي العام‏، الأمية الثقافية وهي جهل الفرد وعدم وعيه بما يدور حوله وعدم قدرته على التجاوب مع المتغيرات الثقافية والحضارية والمعرفية والتقنية في عصره وهى مشكلة رئيسة تحول بين غالبية المجتمع وبين حقيقة الثقافة الغائبة التي تعبر عن آماله ، رغم اتساع نطاق التعليم والمعرفة الغزيرة والواسعة ،كما انها مشكلة اجتماعية تزداد يوم بعد يوم ، بل بقيت مشكلة الأمية شاهداً تاريخياً على عجز الوسائل التقليدية للتعليم أو المعرفة في مواجهتها في الوقت الذي تم فيه القضاء على الأمية نفسها، ولدينا الأمية الحضارية وتعني عدم مقدرة الأشخاص المتعلمين على مواكبة معطيات العصر العلمية والفكرية والثقافية والفلسفية الإيديولوجية والتفاعل معها بعقلية ديناميكية قادرة على فهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بشكل ابداعي فعال يحقق الانسجام والتلاؤم مابين ذواتهم والعصر الذي يعيشون فيه، اما الأمية التكنولوجية وتعنى غياب المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الآلات والأجهزة والمخترعات الحديثة وفي مقدمتها الكمبيوتر وهذه هى كل متغيرات ومتطلبات الحياة العصرية وعصر الثورة العلمية والتكنولوجية التي تفرض على الفرد تحديات معرفية جديدة يتعين عليه التفاعل معها وتحصيل معارف ومهارات ترقى به إلى مستوى التعامل مع طبيعة ومكونات الحياة العصرية في جانبيها المعرفي والتكنولوجي، اى الجهل بطبيعة الثورة التكنولوجية وما رافقها من تطور متسارع للأنظمة.
طلاق الاميات
بدورها كشفت احصائيات دائرة قاضي القضاة تسجيل 35 الفا و240 حالة زواج خلال النصف الاول من العام الحالي 2017 بينهم 4752 قاصرات، وان 187 سيدة امية تزوجن خلال العام الحالي طلقن منهن 9 اي ما نسبته 4.8% بينما بلغ عدد المتعلمات اللواتي تزوجن خلال العام الحالي 35 الف و53 سيدة طلق منهن 1337 سيدة اي ما نسبته 3.8%، كما كشفت الاحصائيات ان الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 21- 25 عاما احتلت المرتبة الاولى من حيث عدد حالات الزواج للسيدات حيث بلغت اعداد حالات زواج الفتيات لهذه الفئة 14039 وتليها الفئة التي تتراوح ما بين 18 – 20 عاما اذ بلغت 7228 حالة، وكانت الفئة العمرية التي تجاوزت الاربعين من العمر اقل السيدات زواجا اذ بلغت اعداد جالات زواج لسيدات تجاوزن الاربعين عاما 1190 حالة بينما تأتي قبلها الفئة العمرية ما بين 30 – 40 اذ بلغ عدد السيدات اللواتي تجوزن خلال النصف الاول من العام الحالي من ضمن هذه الفئة 3702 حالة بينما بلغت للفئة العمرية من 26- 29 (4329 حالة.
ووفق الاحصائيات فان عدد المطلقات اللواتي عاودن الزواج خلال النصف الاول من العام الحالي بلغ 6264 سيدة بينما عادن 506 ارملة الزواج بعد وفاة ازواجهن، وكشفت الاحصائيات طلاق 1346 سيدة من اللواتي تزوجن العام الحالي منهن 117 قاصرات و69 تجاوزن الاربعين من العمر، واحتلت الفئة العمرة التي تترواح ما بين 21- 25 اعلى نسبة طلاق كونها كانت الاعلى في الزواج اذ بلغ عدد السيدات اللواتي طلقن من زواج ذات العام 556 حالة وتليها الفئة العمرية التي تترواح ما بين 18 – 20 عاما حيث بلغت عدد المطلقات في هذه الفئة 225 سيدة.

عن المدون فرسان البرلمان نيوز/مديرالتحريرباسمه العابد

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.

المجتمع والناس