» » » » «الرصاص الطايش» .. يدمي عيوننا بالبكاء ... ويحول الفرح إلى مأتم



فرسان نيوز -ظاهرة اطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية أدت وما زالت تؤدي الى وقوع ضحايا ابرياء غالبا ما تحول فيها الفرح الى مأتم واوجدت خصاما بين الاهل والجيران والاقارب على خلفية ما ينتج عنها من ازهاق للأرواح وايذاء للاخرين واحداث اعاقات دائمة ناهيك عن الاضرار التي قد تلحقها بالبيئة، وعلى الرغم من كل التحذيرات التي تطلقها الحكومة بين فترة وأخرى وما اتخذ من اجراءات على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع ابتداء من الأسرة ومرورا بالعشيرة والقبيلة وانتهاء بمؤسسات المجتمع المدني الا أن ظاهرة اطلاق العيارات ما زالت مستمرة، فاذا نجح طالب في التوجيهي اطلقنا النار تعبيرا عن الفرح واذا تخرج من الجامعة اطلقنا العيارات النارية، واذا تزوج واذا ذهب الى الحج واذا أقام وليمة لمناسبة ما اطلقنا العيارات النارية وكأن التعبير عن الفرح لا يتم الا باطلاقها.

وقوع إصابات

تشير الإحصائيات إلى أن هذه الظاهرة آخذة بالتنامي، وتسببت في وقوع اصابات وإراقة دماء الكثير من الأبرياء،فضلاً عن أنها تعد خرقا لسيادة القانون وتمس بهيبة الدولة، وهي عنوان فوضى انتشرت في مختلف مناطق المملكة بحسب ما يرى معنيون ومختصون، كما أنها عنوان لظاهرة وقضية تؤرق حياة المجتمع، وتحدث حالات من الفزع والإزعاج في أوساط المواطنين الذين طالبوا الجهات المختصة بذل جهودها من أجل وضع حد لهذا الاستهتار المتعمد، وتطبيق العقوبة بشكل حازم على كل مستخدمٍ للسلاح في الأفراح ، ومصادرة أسلحتهم من قبل الجهات المعنية،حفاظاً على الأرواح، وتطبيقاً للنظام.والقضاء على هذه الآفة، حيث اصيبت سيدة تبلغ من العمر 37 عاماً، مؤخرا بعيار ناري طائش اثناء تواجدها بالقرب من مثلث الشعب، في عين الباشا بمحافظة البلقاء، وجاء ان السيدة اسعفت الى مستشفى الامير حسين الحكومي، حيث تم تقديم الاسعافات اللازمة لها، وحالتها العامة متوسطة، وان الاجهزة الامنية قدمت الى المكان وعملت على فتح تحقيق بالحادثة، لتحديد مصدر العيار الناري،

 واصيب طفل 3 سنوات مؤخرا اثر تعرضه لعيار ناري طائش في الطفيلة، وان رصاصة طائشة اصابة الطفل ما أدى الى دخوله للمستشفى، وانه تم فتح تحقيق للوقوف على ملابسات الحادثة لافتا الى ان حالة الطفل متوسطة، وانه تم تمشيط المنطقة وتبين عدم وجود أية احتفالات بالقرب من منزل الطفل، وتوفي الشاب ا،ع من سكان منطقة ام نوارة البالغ من العمر 18 عام مؤخرا نتيجة رصاصة خرجت من سلاح صديق له قبيل حفلته بنجاحه في التوجيهي في منطقة النصر، وبحسب مقربين  ان الشاب  نجح بامتحان الثانوية العامة  واثناء زيارة قام بها لمنزل صديقه الذي كان يريه السلاح الذي سيطلق به النار في حفل نجاحه حيث خرج عيارا ناريا من سلاح صديقه واصاب عين الشاب الامر الذي تسبب بوفاته على الفور، تروي احدى السيدات حادثة زوجها البالغ من العمر 55 عاما حينما كان يرقد امام المنزل حيث سمعت الصراخ ينبعث من الخارج فتوجهت بفزع الى المكان حيث اصابته رصاصة في كتفه الأيمن وسارعت بالتعاون مع الجيران الى نقله الى أقرب مستشفى.
ظواهر خطيرة
اما الدكتورة جمان الدهامشه الباحثة في علم الاجتماع علقت على الامر بالقول، للاسف «الرصاص الطايش» .. بات يدمي عيوننا بالبكاء ... ويحول الفرح الى مأتم، وتعتبر ظاهرة اطلاق العيارات النارية من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تمس بحياة الناس وأمنهم وسلامتهم، وقد ترتب على هذه الظاهرة حوادث كثيرة أودت بحياة أناس وسلبت من آخرين سلامتهم البدنية والنفسية حيث تسببت في كثير من الإعاقات لأناس ابرياء لا ذنب لهم إلا أنهم جاؤوا يشاركون المحتفلين أفراحهم، أو حتى أناس من الماره، كما ألحقت الأذى في اناس متواجدين في ساحات وحدائق بيوتهم، وهي من جهه اخرى قاتله لفرح المحتفلون أنفسهم، أضف لذلك وقوع المشاكل الاجتماعية بين اسر المحتفلون وأسر الضحايا، لذلك فإن هذه الظاهرة بكل أبعادها لم تعد تناسب مجتمعنا.
ونوهت الدهشامشه: إذ ارتبطت هذه الظاهرة الاجتماعية تاريخيا بمقولة :الطلق عزام وهي تعني ان أصحاب المناسبات الذين يريدون اخبار  محبيهم واصدقاءهم لحضور مناسبة اجتماعية أو دعوتهم لتناول الطعام لمناسبة معينة  يقومون بإطلاق العيارات النارية لدعوتهم وهي بمثابة دعوة اما اليوم  ومع التطور التكنولوجي الذي لم يعد حكرا على أحد ومع تقدم وتوفر  وسائل الاعلام ما يكفي لابلاغ الناس بكل ما نريد وفي كل لحظة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فإنه بات من العبث استخدام مثل هذه الوسيلة الخطرة لابلاغ الناس أو دعوتهم للمناسبات الاجتماعية، وأن استخدامها اليوم ليس إلا من باب العراضه الاجتماعية ولفتت الدهشامشه: وان المتأمل لنتائج استخدام مثل هذه الوسيلة يدرك حجم الأضرار الاقتصادية والتي من أهمها فقدان راس المال البشري من خلال حالات الوفيات وحالات الاعاقات التي تعطل الضحايا عن العمل، بالإضافة إلى تكاليف العلاج والتي كان يفترض أنها تنفق في حالات غير مفتعله كما في حوادث اطلاق العبارات النارية ونوهت الدهشامشه: وللحد من هذه الظاهرة لا بد من قيام المؤسسة الأمنية باتخاذ الإجراءات المشددة في حق كل يطلق العيارات النارية بكافة الطرق الرادعه لأحد من هذه الظاهرة، كما ويترتب العبء الأكبر على مؤسسات الإعلام التوعية من مخاطر هذه الظاهرة على اعتبار أن الوقاية خير من قنطار علاج، كما وتعتبر المؤسسات التعليمية ذات دور محوري وهام في توعية الشباب لرفض هذه الظاهرة ونبذها.
دائرة الإفتاء .. حرام
بدورها دائرة الإفتاء العام افادت ان  حكم إطلاق العيارات النارية في الهواء بمناسبة الأفراح وغيرها لا يجوز شرعا .
وقالت في فتوى شرعية جديدة بمناسبة نتائج الثانونية العامة وما قد يرافقها من اطلاق للعيارات النارية ، التي فيها تخويف وأذى للمسلمين، فقد حدث كثيرا أن بعض هذه الطلقات أصابت بعض الناس عن طريق الخطأ فأدت إلى وفاتهم أو جرحهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا) رواه أبو داود. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن حمل السلاح مكشوفا خشية أن يؤذي المسلمين عن طريق الخطأ، ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم خشية أن تزل يده بنَزْغٍ من الشيطان الرجيم، فكيف بمن يستعمل السلاح فعلا ويتسبب بأذى المسلمين؟! قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا أَوْ قَالَ فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ) رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ) رواه مسلم.
واشارت الى  ان اطلاق العيارات النارية  إتلاف للمال بلا فائدة، وهذا تبذير وإسراف نهى الله تعالى عنه بقوله: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الإسراء/27.
واكدت ان  العتاد الذي يُستهلك إنما صُنع للدفاع عن الدين والوطن والمواطنين، فلا يجوز استعماله بهذه الطريقة العبثية البعيدة عما خلق هذا السلاح من أجله، واستعمال النعمة في غير ما خلقت له هو من كفران النعمة.
وقالت «  لقد نهى ولي الأمر عن إطلاق النار بهذه المناسبات، وإذا نهى ولي الأمر عن مباح فلا يجوز فعله، فكيف إذا نهى عن هذه الأمور وفيها من المخاطر ما ذكرنا «.
لهذا كله فإن الواجب يقتضي الابتعاد عن تقليد الناس في هذه العادة المنافية للشرع، وليكن التعبير عن الفرح بما أحله الله تعالى، لتحل البركة على المحتفلين. والله تعالى أعلم.
وصلت حدود لا يمكن التغاضي عنها
وكان وزير الداخلية قد اوعز الى الحكام الاداريين والاجهزة الامنية بضرورة التعامل بحزم مع من يطلق العيارات النارية دون داع او سبب قانوني وملاحقته واتخاذ الاجراءات القانونية والادارية بحقه وتعزيز الإجراءات الرقابية والميدانية وتكثيف جهود الوحدات الشرطية المختصة على المستوى العملياتي والتوعوي، والضرب بيد من حديد على مستخدمي الاسلحة النارية بصورة مخالفة للقانون من خلال جمع المعلومات وتنفيذ حملات ومداهمات امنية تستهدف كل يطلق العيارات النارية بصورة مخالفة للقانون، وان اخضاع الجميع لسيادة القانون دون محاباة او تمييز سيؤدي حتما الى توفير البيئة المناسبة للحد من الجريمة والقضاء على الظواهر الجرمية التي تتطلب معالجتها جهدا مجتمعيا تشترك فيه جميع المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية.
ولم يغفل الوزير الزعبي اهمية الدور الملقى على عاتق مؤسسات المجتمع المدني الدينية والثقافية والاجتماعية والتعليمية في بث الوعي حول خطورة هذه الظاهرة وحرمتها شرعا والتي تؤدي الى ازهاق ارواح الابرياء دون وجه حق مطالبا بدور اكثر فاعلية لهذه الجهات والمؤسسات لتكريس مفاهيم جديدة في نفوس المواطنين تستند الى الشعور العالي بالمسؤولية والتفكير بنتائج تصرفات الافراد قبل القيام بها، كما دعا جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الى تخصيص اوقات ومساحات كافية للتوعية حول هذه القضية واثارها المدمرة على الفرد والمجتمع.

عن المدون فرسان البرلمان نيوز/مديرالتحريرباسمه العابد

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.

المجتمع والناس