مدهش لدرجة الفجيعة ان يتجذر الإهمال وعدم الاهتمام والاكتفاء بالتصريحات الكلامية المجانية بما يتعلق باعادة تاهيل وإصلاح الطريق الصحراوي، الذي اصبح الموت عليه امرا اعتياديا، وهو لا يزال يقنص الأرواح نتيجة سوء ما هو عليه ، خاصة طريق معان/المدورة، حيث انه في اتجاه واحد بالاضافة لكونه ضيقا جدا أمام الحافلات، وهو الطريق الذي يشهد بصورة شبه يومية حوادث مرعبة جدا.
المسلسل الدامي
الحال المأساوي للطريق الصحراوي الرابط بين عمان وكافة محافظات الجنوب ومنها الى المملكة العربية السعودية، والذي يمتد لاكثر من 300 كيلومتر جعل الجميع يطلق عليه لقب طريق الموت وهو يحصد ارواح الابرياء ممن يسلكونه مضطرين، باعتباره الطريق الحيوي الذي يربط الاردن بالسعودية ومعظم مرتاديه من المعتمرين والمغتربين وحافلات تتبع لشركات تعمل في ذات المنطقة والشاحنات الكبيرة وصهاريج النقل ويتعرضون للكثير من الاخطار القاتلة.
هذا الخط الذي يعيش مسلسلا من عدم الاهتمام الرسمي من كافة الجهات المعنية، ربما يدخل الى قائمة جينيس للأرقام القياسية في عدد الوفيات جراء الحوادث المرورية المرعبة التي تقع عليه يوميا سواء من الشاحنات او حافلات المعتمرين والسياح الذين يقصدون العقبة والبتراء والمعالم السياحية في الجنوب، او من ابناء محافظات الجنوب الذين يسلكونه ذهابا وايابا في طريقهم الى محافظاتهم وقراهم وبواديهم.
هذا الطريق المنهك غير مؤهل بصورة واضحة جدا، حيث تنتشر الحفريات والانجرافات في الشارع الاسفلتي، ما يؤدي لتكرار الحوادث المميتة، بالاضافة الى انه تسبب في اعطال فنية للكثير من الحافلات الصغيرة والكبيرة على حد سواء، التي تسلك هذا الخط جراء الحفريات والانجرافات وعدم سلامة الشارع الإسفلتي خاصة في رحلة السفر من عمان الى الجنوب حيث تبدأ الحفريات وسوء الخط يطالعك ما ان تنتهي الطريق المؤدي الى مطار الملكة علياء الدولي.
أشياء أخرى
في غضون ذلك.. واستكمالا للاهمال المستفز على الخط الصحراوي تنتشر الحيونات النافقة واطارات الكاوتشوك المعطوبة على امتداد الخط الذي اصبح العنوان العريض للإهمال واللامبالاة وغياب دور كافة الوزارات والجهات الحكومية المعنية والتي يكتفي المسؤولون فيها بإطلاق التصريحات الكلامية «المجانية» من خلف مكاتبهم الوثيرة في عمان..!
مجمل القول.. إن وزارة الاشغال العامة وكافة الجهات الحكومية المعنية، لم تحرك ساكنا تجاه اعادة تأهيل هذا الطريق وتجديده وتوسعته، وان كافة الجهات تختبىء خلف تبريرات واهية وذرائع زائفة وهي عدم وجود المخصصات المالية ، وكأن ارواح الاردنيين ستبقى رهينة توفر المخصصات الرسمية التي نراها تنفق بالملايين لتجميل شوارع في مناطق بالعاصمة..!! عموما.. سيبقى الخط الصحراوي يحصد الارواح تلو الارواح، يصارع الاهمال الرسمي المستفز، وستبقى ارواح الاردنيين ممن يسلكون هذا الطريق المأساوي في مهب الريح لا يعلمون متى يواجهون قدرهم المحتوم على طريق الجنوب الصابر، ما لم تنتخ كافة الجهات المعنية وتقوم بجزء من واجبها تجاه هذا الطريق الحيوي.. والى الله المُشتكى..!
المصدرالدستور
ليست هناك تعليقات :