فرسان نيوز- يوم مختلف لكافة وسائل الإعلام، وتحديدا الصحفية منها، هو اليوم الذي
يبحث به الصحفيون عن ملاحظاتهم التي دوّنوها خلال عام بأكمله عن واقع
عملهم، في جانبه الخاص بمجال الحريات، لغايات معرفة أين يقفون من مؤشرات
الحريات سواء كانت المحلية أو الدولية، فهو اليوم الذي يشكّل فرصة لإجراء
"جردة حساب" لمعرفة أين تقف الدول من مؤشّر الحرية ومدى انسجام تشريعاتها
مع هذا الجانب الهام، في أي حياة ديمقراطية.
"اليوم العالمي لحرية الصحافة"، حيث يحتفل الأردن والعالم في الثالث من أيار بهذا اليوم الذي يقف في صحفيو العالم المهنيين أمام واقع الحريات التي يتمتعون بها سواء كان في نقل المعلومة وسقف الحرية بذلك، أو في الحصول عليها ،فكلا الجانبين وجهان لعملة واحدة، فحرية الوصول للمعلومة والحصول عليها جزء هام في منظومة الحريات الصحفية.
عالميا، تحتفل "اليونسكو" هذا العام باليوم العالمي بحرية الصحافة لعام 2020 تحت شعار "صحافة بلا خوف أو خدمات"، حيث امتدت المخاوف بشأن استقلالية الصحافة إلى قضايا جديدة، منها أن شركات الإنترنت أصبحت المنسق الرئيسي للمحتوى الصحفي والثقافي وبعض نماذج الأعمال التجارية التي شجعت التضليل وخطاب الكراهية على حساب أهمية الصحافة، لذا جاء اختيار هذا الشعار، والذي اعتادت اليونسكو اختياره من وحي الظروف التي تحيط بالصحافة.
وفي الأردن، لم تغب الحريات الصحفية عن أجندة جلالة الملك عبد الله الثاني بأي مناسبة أو كلمة أو لقاء، موجها دوما بأن الحريات سقفها السماء، مما جعل لموضوع الحريات حالا مختلفا بالأردن، تدفع به الإرادة السياسية العليا بقيادة جلالة الملك أن يكون بسقف عال، تغيب عنه أي عقبات أو إجراءات من شأنها خفض سقفها، لتبقى الكرة في مرمى الصحافة والحكومة بجعل هذا الأمر مجسدا على أرض الواقع بحرية مسؤولة سقفها السماء بشكل عملي.
وأولت الحكومة اهتماما كبيرا لموضوع الحريات، حيث حقق الأردن تقدما مرتبتين في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020 ، حيث وصل إلى المرتبة 128 بعد أن كان في المرتبة 130 في مؤشر العام الماضي وفق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود.
وفي قراءة خاصة لـ"الدستور" حول واقع الحريات في الأردن، وكيف عاد هذا اليوم على الصحافة الأردنية، التي تعيش واقعا مختلفا في ظل تبعات أزمة كورونا، التي نالت من كثير من القطاعات، ليبدو واضحا الإهتمام بهذا الجانب الذي تدرك الحكومة أهميته في إغلاق باب الإشاعات، وجعل حق الحصول على المعلومة من مصدرها، الأداة المثالية لذلك، اضافة لتطوير التشريعات الإعلامية للتماشي مع هذا النهج.
اليوم الذي يعدّ يوما صحفيا بإمتياز، تتعالى به أصوات الصحفيين، متسائلة يوم الحريات بأي حال عدت؟!!! سيما وأن العالم يعيش حالة مضطربة أمنيا وسياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، ولم تعد به مهنة الصحافة هي "مهنة المتاعب" فقط، إنما غدت مهنة "المخاطر"، لحساسية رسالتها من جانب وخطابها الذي تقدّمه فباتت الكلمة كما الرصاصة بتأثيرها، وكذلك لخطورة مهمّة الصحفيين في كثير من دول العالم، حيث تظهر الإحصائيات أرقاما خطيرة بعدد الصحفيين الذي قضوا خلال تأديتهم مهمامهم الصحفية، سيما وأن العالم يحتفل بهذا اليوم وهو يعيش أقسى أزماته بانتشار وباء كورونا المستجد، والذي راح ضحيته حتى الآن عدد من الصحفيين نتيجة تغطيتهم الميدانية للأحداث.
يوم هام، يحمل رمزية غاية في الأهمية، تجعل منه مناسبة جادة لقراءة حجم الإنجاز في سياق الحريات الصحفية، وقياس مدى الإنجاز من عدمه خلال عام مضى على ذات التاريخ، مع التأكيد على أنها ليست مجرد أوراق تتزاحم بها رزنامة الصحفيين، إنما حالة يجب الوقوف عندها سنويا لمعرفة موقع القدم في موضوع الحريات، فهذا اليوم يعدّ بمثابة دعوة للتذكير بأهمية الحفاظ على صحافة مهنية قوية، وكذلك مناسبة لتسليط الضوء على الدور الأساسي لحرية التعبير والحصول على المعلومات، فقوّة الصحافة وتعزيز الحريات ينطلق من مثل هذه المراجعات التي من شأنها تحديد مواطن القوّة والضعف، ومن ثمّ تعظيم المنجز وتجاوز الأخطاء أو السلبيات، والأهم اغلاق باب الإشاعات والكاذيب والإستعراضات التي باتت تشكّل خطرا حقيقيا على "الحقيقة".
وبدا في قراءة "الدستور" أن الخطوات محليا تسير بالاتجاه الصحيح، وإن كانت تحتاج مزيدا من العمل والإنجاز، بشكل يتناسب للوصول إلى "حرية سقفها السماء" كما أرادها جلالة الملك، فما تحقق حتى الآن خطوات ايجابية وبعضها شكّل سابقة في الوطن العربي، تحديدا في التشريعات ووجود قانون لحرية الحصول على المعلومة، ليكون الأردن من أوائل الدول التي سنّت هذا التشريع.
تقرير "مراسلون بلا حدود" الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي أظهر تقدم الأردن مرتبتين في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020، حيث وصل إلى المرتبة 128 بعد أن كان في المرتبة 130 في مؤشر العام الماضي.
خبراء في الشأن الإعلامي، أكدوا في حديثهم لـ"الدستور" أن الأردن حقق مسارات اضافية فيما يخص الحريات هذا العام، وحقق انجازات هامة كان أبرزها تقدمه مرتبين في مؤشر حريات الصحافة، وهي مسألة هامة في ظل استثنائية الظروف التي يعيشها العالم تحديدا فيما يخص ظروف انتشار فيروس كورونا.
وأكدوا على أهمية اليوم العالمي للحريات الصحفية كونه يشكل مناسبة عملية لمراجعة المبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وصولا لمنهجية تناسب متطلبات المرحلة، وكذلك تقييم حال حرية الصحافة، وتعزيز أهمية الصحافة كونها اليوم خط الدفاع الأول عن المصالح الوطنية وحماية منابر المعلومات من خطاب الكراهية والتطرف والإشاعات، فهي لغة العقل والمنطق والمصداقية، وستبقى المجتمعات بحاجة لمثل هذا الخطاب دوما، فما بالك إذا مررنا بظروف كهذه التي نعيشها اليوم والتي تتضاعف بها الحاجة لخطاب الحقيقة.
ونبّه متحدثو "الدستور" إلى أن حرية الصحافة تواجه هذا العام خطرا مختلفا، يتمثل في الأمن وحماية حضورهم، وبقاءهم في المشهد الإعلامي، والحفاظ على أمنهم الوظيفي، الذي بات مهددا وسط جملة صعوبات تواجه المؤسسات الصحفية اليوم، ودون هذا الإستقرار ستبقى الحريات في مهبّ ريح الظروف وتطوراتها.
واعتبر متحدثونا أن الإعلام الأردني اليوم أثبت أنه إعلام الشجعان، كونه يخوض ببسالة وبخطاب اعلامي جريء ومسؤول وملتزم تغطيات جائحة كورونا رغم الظروف التي فرضها الفايروس على وسائل الإعلام وتقييد الحركه، إذ تمكن من جعل الإعلام رديفا في معركة مواجهة هذه الأزمة.
*العضايلة
هنأ وزير الدّولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة الأسرة الإعلاميّة الأردنيّة باليوم العالمي لحريّة الصحافة الذي يصادف اليوم الأحد، الموافق للثالث من أيّار.
وأكّد العضايلة في تصريح خاص لصحيفة الدستور التزام الحكومة بتنفيذ الرؤية الملكيّة السامية، الهادفة إلى الارتقاء بقطاع الإعلام وتطويره استناداً إلى قاعدتيّ الحريّة والمسؤوليّة.
وثمّن جهود المؤسّسات الإعلاميّة الأردنيّة، ومن ضمنها صحيفة الدستور التي تعدّ من وسائل الإعلام المحليّة الأكثر تأثيراً. كما أشاد بالتزام الإعلاميين الأردنيين بمعايير الحريّة المسؤولة، مؤكّداً أنّ حالة الانفتاح الإعلامي والالتزام بمعايير الحريّة المسؤولة ساهم في تقدّم الأردن على سلّم الحريّات بواقع مرتبتين بحسب مؤشّر حرية الصحافة لعام 2020م.
وأكّد العضايلة سعي الحكومة الجادّ للارتقاء بدور الإعلام، ودعم الحريّات الإعلاميّة المسؤولة، والبناء على ما تحقّق من مظاهر إيجابيّة خلال أزمة وباء كورونا، التي تضافرت فيها جهود جميع المؤسّسات الإعلاميّة والإعلاميين من أجل مصلحة الوطن.
د . المومني.
من جانبه، قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني لا شك أن الصحافة في الأردن تتمتع بحرية محترمة رغم انها لم تصل لمستوى الطموح وقد ارتفع ترتيب الأردن درجتين في المؤشرات الأخيرة لحرية الصحافة وفق تقرير "مراسلون بلا حدود"، لكن لا زال امامنا طريق طويل.
وأشار د.المومني إلى أن اليوم فرصة للتفكير بمعاقل المهنية الصحفية وهي الصحف الورقية التي تشكل خزانا للخبرات والأقلام المؤثرة، وقد آن الأوان للتفكير بصندوق لدعم المحتوى الإعلامي، لأن هذا يحقق العدالة، فقد حان الوقت لدعم الصحافة المهنية.
* سميح المعايطه.
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطه قال على الصعيد العام حرية الصحافة في الأردن تجد مناخا إيجابيا للتطور ومواجهة أي تحديات سلبية، مع الحاجة الماسة لتطوير بعض التشريعات والممارسات وأدوات العمل.
وأضاف المعايطه أعتقد أن مجالات حرية الصحافة في الأردن هذا العام تأخذ مسارات إضافية منها حق الصحفي في فرصة العمل والأمن الوظيفي وقدرته على تأمين متطلبات الحياة له ولأسرته .
وأضاف المعايطه أعتقد أن علينا هذا العام أن نحتفل بهذه المناسبة من خلال الوقوف مع زملاء كرام في مؤسسات صحفيه عديدة يواجهون خطر فقدان فرصة العمل أو انخفاض الدخل الشهري أو عدم وصوله منذ شهور، فلا يمكن أن يمارس أي صحفي في العالم صحافة حرة دون أن يكون في أمن وظيفي ومعيشي، فحالة الخوف من فقدان مصدر الرزق تهديد حقيقي لحرية الصحافة لا يقل عن التهديد الذي تمثله أي تشريعات أو ممارسات .
* السعايده.
بدوره، قال نقيب الصحفيين راكان السعايده لا شك أننا في الأردن نملك قدرا معقولا من الحريات الصحفية وهذا مرتبط بتنوع وسائل الاعلام، الأمر الذي أدى لوجود هوامش مختلفة بين هذه الوسائل، توجد سقفا من الحريات المعقول، لكن دون شك نحن نطمح للمزيد ومهم جدا أن تقدم الدولة خطوات اضافية في هذ الجانب، من الناحية الفنية، اضافة إلى الحاجة لمراجعة التشريعات وتجويدها سعيا لتطوير وتعزيز حالة الحريات.
وأضاف السعايده نحن نسعى من وراء تحقيق هذه الإجراءات لأمرين هامين أولهما أن نصعد على مؤشرات الحريات الصحفية العالمية، من جهة، وتقوية الإعلام من جهة أخرى، فعلى الدولة أن تعمل على ذلك فتقوية الإعلام باتت امرا متبعا بعدد من الدول ذلك أن وسائل فعلام تواجه عددا من المخاطر، وعلى الجميع أن يدرك أن قوة الاعلام من قوة الدولة، وهذا يتطلب من الدولة أن تلتفت للواقع الإقتصادي والمالي للمؤسسات الاعلامية، واليوم بشكل محدد الإنتباه لواقع أم الوسائل الإعلامية المتمثلة في الصحف الورقية، التي تواجه تهديدات حقيقية جراء ازمات اقتصادية كبيرة.
وفي هذا الشأن، وفق السعايده على الحكومة التنبه إلى ان دولا عريقة دعمت بشكل أو آخر الإعلام، بل أن دولا أنشأت منصات اعلامية مثل فرانس (24)، وروسيا اليوم، وبي بي سي،تنفق عليها الدولة، مع بقاء هامش الاستقلالية لهذه المؤسسات، كون الإعلام اليوم هو جزء أصيل من متطلبات نجاح أي بلد وقوته الذي تستثمر فيه الدولة، فهو الأداة التي من شأنها التأشير على القصور من جهة واثراء النقاش حول القضايا الوطنية وبناء الوعي وزيادته حول القضايا والعمل على مواجهة كل الصعاب.
ولفت نقيب الصحفيين إلى أن الاعلام اليوم مرآة للدولة، يعكس واقع المجتمع ويساعدها على التخطيط السليم ومعالجة الاختلالات، ومعالجة المشاكل من خلال تسليط الضوء على كافة القضايا، مؤكدا أن الحرية متلازمتها المسؤولية والاعلام والاعلاميين، المدربين والمؤهلين يساعدون في مواجهة المخاطر وكل محاولات إحداث ثغرات وارباكات داخلية، ففي خطاب الإعلام الحر المسؤول قوة على الجميع ان يدركها، وعون للدولة في كافة خططها.
* الدكتور خلف الطاهات.
عميد كلية الإعلام / جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات قال بالاجمال يمكن وصف واقع الحريات في الاردن بـ "المقبول والمرضي" بالنظر إلى وجود الاردن ضمن منطقة الشرق الأوسط المصنفة عالميا وتاريخيا بقمع الحريات وفرض القيود على الحريات، ورغم هذا استطاع أن يوازن التحديات التي تعيشها المنطقة بفعل الحروب والضغوطات الاقتصادية والسياسية وموجات اللجوء، وتمكن أن يحافظ على هامش "مريح" ومساحة " مقبولة جدا" من حريات التعبير وحرية الرأي في الاعلام.
واضاف الطاهات أن القيادة الهاشمية كرست نهج الإصلاح والذي يعتبر حرية الرأي والتعبير والتعددية في الاعلام ركيزة أساسية من ركائز التحول الديمقراطي وتمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار، مبينا أنه وفي سياق حماية هذا النهج وتعزيزه دستوريا فقد انخرطت المؤسسات الدستورية الأردنية بتوسع عملية تحديث للتشريعات والقوانين الناظمة للصحافة وحريات التعبير تواكب المستجدات التي من شأنها تعزز التعددية وترسخ المهنية وتحارب التنمر وخطاب الكراهية وترتكن في إعلام يؤمن بالموضوعية والحيادية والدقة والانصاف والشمولية والعمق في التغطية وتقديم الصالح العام.
وأشار الطاهات إلى أن الإعلام الأردني اليوم أثبت أنه إعلام الشجعان، يخوض ببسالة وبخطاب اعلامي جريء ومسؤول وملتزم تغطيات جائحة كورونا رغم الظروف التي فرضها الفايروس على وسائل الإعلام وتقييد الحركه، وخلافا لكل التوقعات في أدبيات الصحافة والإعلام التي ترى أن الحريات تنكمش في الازمات فإن الإعلام الرسمي الأردني استطاع أن يسترد الثقة الشعبية المتدهورة منذ سنوات بعيدة والدليل الاعتماد الكبير على المواقع والمؤسسات الإعلامية الرسمية.
ودعا الطاهات الإعلاميين والصحفيين إلى حماية هذه الهوامش المريحة من الحريات والعمل على تعزيز ورفع سقفها أكثر من خلال الالتزام بالمعايير المهنية التي تحكم عملية إنتاج المحتوى الإعلامي بعيدا عن الأجندة الشخصية والمعلومات الكاذبة والمضللة والابتعاد عن المصادر المجهولة والأنباء المفبركة.
"اليوم العالمي لحرية الصحافة"، حيث يحتفل الأردن والعالم في الثالث من أيار بهذا اليوم الذي يقف في صحفيو العالم المهنيين أمام واقع الحريات التي يتمتعون بها سواء كان في نقل المعلومة وسقف الحرية بذلك، أو في الحصول عليها ،فكلا الجانبين وجهان لعملة واحدة، فحرية الوصول للمعلومة والحصول عليها جزء هام في منظومة الحريات الصحفية.
عالميا، تحتفل "اليونسكو" هذا العام باليوم العالمي بحرية الصحافة لعام 2020 تحت شعار "صحافة بلا خوف أو خدمات"، حيث امتدت المخاوف بشأن استقلالية الصحافة إلى قضايا جديدة، منها أن شركات الإنترنت أصبحت المنسق الرئيسي للمحتوى الصحفي والثقافي وبعض نماذج الأعمال التجارية التي شجعت التضليل وخطاب الكراهية على حساب أهمية الصحافة، لذا جاء اختيار هذا الشعار، والذي اعتادت اليونسكو اختياره من وحي الظروف التي تحيط بالصحافة.
وفي الأردن، لم تغب الحريات الصحفية عن أجندة جلالة الملك عبد الله الثاني بأي مناسبة أو كلمة أو لقاء، موجها دوما بأن الحريات سقفها السماء، مما جعل لموضوع الحريات حالا مختلفا بالأردن، تدفع به الإرادة السياسية العليا بقيادة جلالة الملك أن يكون بسقف عال، تغيب عنه أي عقبات أو إجراءات من شأنها خفض سقفها، لتبقى الكرة في مرمى الصحافة والحكومة بجعل هذا الأمر مجسدا على أرض الواقع بحرية مسؤولة سقفها السماء بشكل عملي.
وأولت الحكومة اهتماما كبيرا لموضوع الحريات، حيث حقق الأردن تقدما مرتبتين في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020 ، حيث وصل إلى المرتبة 128 بعد أن كان في المرتبة 130 في مؤشر العام الماضي وفق تقرير منظمة مراسلون بلا حدود.
وفي قراءة خاصة لـ"الدستور" حول واقع الحريات في الأردن، وكيف عاد هذا اليوم على الصحافة الأردنية، التي تعيش واقعا مختلفا في ظل تبعات أزمة كورونا، التي نالت من كثير من القطاعات، ليبدو واضحا الإهتمام بهذا الجانب الذي تدرك الحكومة أهميته في إغلاق باب الإشاعات، وجعل حق الحصول على المعلومة من مصدرها، الأداة المثالية لذلك، اضافة لتطوير التشريعات الإعلامية للتماشي مع هذا النهج.
اليوم الذي يعدّ يوما صحفيا بإمتياز، تتعالى به أصوات الصحفيين، متسائلة يوم الحريات بأي حال عدت؟!!! سيما وأن العالم يعيش حالة مضطربة أمنيا وسياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، ولم تعد به مهنة الصحافة هي "مهنة المتاعب" فقط، إنما غدت مهنة "المخاطر"، لحساسية رسالتها من جانب وخطابها الذي تقدّمه فباتت الكلمة كما الرصاصة بتأثيرها، وكذلك لخطورة مهمّة الصحفيين في كثير من دول العالم، حيث تظهر الإحصائيات أرقاما خطيرة بعدد الصحفيين الذي قضوا خلال تأديتهم مهمامهم الصحفية، سيما وأن العالم يحتفل بهذا اليوم وهو يعيش أقسى أزماته بانتشار وباء كورونا المستجد، والذي راح ضحيته حتى الآن عدد من الصحفيين نتيجة تغطيتهم الميدانية للأحداث.
يوم هام، يحمل رمزية غاية في الأهمية، تجعل منه مناسبة جادة لقراءة حجم الإنجاز في سياق الحريات الصحفية، وقياس مدى الإنجاز من عدمه خلال عام مضى على ذات التاريخ، مع التأكيد على أنها ليست مجرد أوراق تتزاحم بها رزنامة الصحفيين، إنما حالة يجب الوقوف عندها سنويا لمعرفة موقع القدم في موضوع الحريات، فهذا اليوم يعدّ بمثابة دعوة للتذكير بأهمية الحفاظ على صحافة مهنية قوية، وكذلك مناسبة لتسليط الضوء على الدور الأساسي لحرية التعبير والحصول على المعلومات، فقوّة الصحافة وتعزيز الحريات ينطلق من مثل هذه المراجعات التي من شأنها تحديد مواطن القوّة والضعف، ومن ثمّ تعظيم المنجز وتجاوز الأخطاء أو السلبيات، والأهم اغلاق باب الإشاعات والكاذيب والإستعراضات التي باتت تشكّل خطرا حقيقيا على "الحقيقة".
وبدا في قراءة "الدستور" أن الخطوات محليا تسير بالاتجاه الصحيح، وإن كانت تحتاج مزيدا من العمل والإنجاز، بشكل يتناسب للوصول إلى "حرية سقفها السماء" كما أرادها جلالة الملك، فما تحقق حتى الآن خطوات ايجابية وبعضها شكّل سابقة في الوطن العربي، تحديدا في التشريعات ووجود قانون لحرية الحصول على المعلومة، ليكون الأردن من أوائل الدول التي سنّت هذا التشريع.
تقرير "مراسلون بلا حدود" الذي صدر نهاية الأسبوع الماضي أظهر تقدم الأردن مرتبتين في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020، حيث وصل إلى المرتبة 128 بعد أن كان في المرتبة 130 في مؤشر العام الماضي.
خبراء في الشأن الإعلامي، أكدوا في حديثهم لـ"الدستور" أن الأردن حقق مسارات اضافية فيما يخص الحريات هذا العام، وحقق انجازات هامة كان أبرزها تقدمه مرتبين في مؤشر حريات الصحافة، وهي مسألة هامة في ظل استثنائية الظروف التي يعيشها العالم تحديدا فيما يخص ظروف انتشار فيروس كورونا.
وأكدوا على أهمية اليوم العالمي للحريات الصحفية كونه يشكل مناسبة عملية لمراجعة المبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وصولا لمنهجية تناسب متطلبات المرحلة، وكذلك تقييم حال حرية الصحافة، وتعزيز أهمية الصحافة كونها اليوم خط الدفاع الأول عن المصالح الوطنية وحماية منابر المعلومات من خطاب الكراهية والتطرف والإشاعات، فهي لغة العقل والمنطق والمصداقية، وستبقى المجتمعات بحاجة لمثل هذا الخطاب دوما، فما بالك إذا مررنا بظروف كهذه التي نعيشها اليوم والتي تتضاعف بها الحاجة لخطاب الحقيقة.
ونبّه متحدثو "الدستور" إلى أن حرية الصحافة تواجه هذا العام خطرا مختلفا، يتمثل في الأمن وحماية حضورهم، وبقاءهم في المشهد الإعلامي، والحفاظ على أمنهم الوظيفي، الذي بات مهددا وسط جملة صعوبات تواجه المؤسسات الصحفية اليوم، ودون هذا الإستقرار ستبقى الحريات في مهبّ ريح الظروف وتطوراتها.
واعتبر متحدثونا أن الإعلام الأردني اليوم أثبت أنه إعلام الشجعان، كونه يخوض ببسالة وبخطاب اعلامي جريء ومسؤول وملتزم تغطيات جائحة كورونا رغم الظروف التي فرضها الفايروس على وسائل الإعلام وتقييد الحركه، إذ تمكن من جعل الإعلام رديفا في معركة مواجهة هذه الأزمة.
*العضايلة
هنأ وزير الدّولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة الأسرة الإعلاميّة الأردنيّة باليوم العالمي لحريّة الصحافة الذي يصادف اليوم الأحد، الموافق للثالث من أيّار.
وأكّد العضايلة في تصريح خاص لصحيفة الدستور التزام الحكومة بتنفيذ الرؤية الملكيّة السامية، الهادفة إلى الارتقاء بقطاع الإعلام وتطويره استناداً إلى قاعدتيّ الحريّة والمسؤوليّة.
وثمّن جهود المؤسّسات الإعلاميّة الأردنيّة، ومن ضمنها صحيفة الدستور التي تعدّ من وسائل الإعلام المحليّة الأكثر تأثيراً. كما أشاد بالتزام الإعلاميين الأردنيين بمعايير الحريّة المسؤولة، مؤكّداً أنّ حالة الانفتاح الإعلامي والالتزام بمعايير الحريّة المسؤولة ساهم في تقدّم الأردن على سلّم الحريّات بواقع مرتبتين بحسب مؤشّر حرية الصحافة لعام 2020م.
وأكّد العضايلة سعي الحكومة الجادّ للارتقاء بدور الإعلام، ودعم الحريّات الإعلاميّة المسؤولة، والبناء على ما تحقّق من مظاهر إيجابيّة خلال أزمة وباء كورونا، التي تضافرت فيها جهود جميع المؤسّسات الإعلاميّة والإعلاميين من أجل مصلحة الوطن.
د . المومني.
من جانبه، قال وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني لا شك أن الصحافة في الأردن تتمتع بحرية محترمة رغم انها لم تصل لمستوى الطموح وقد ارتفع ترتيب الأردن درجتين في المؤشرات الأخيرة لحرية الصحافة وفق تقرير "مراسلون بلا حدود"، لكن لا زال امامنا طريق طويل.
وأشار د.المومني إلى أن اليوم فرصة للتفكير بمعاقل المهنية الصحفية وهي الصحف الورقية التي تشكل خزانا للخبرات والأقلام المؤثرة، وقد آن الأوان للتفكير بصندوق لدعم المحتوى الإعلامي، لأن هذا يحقق العدالة، فقد حان الوقت لدعم الصحافة المهنية.
* سميح المعايطه.
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطه قال على الصعيد العام حرية الصحافة في الأردن تجد مناخا إيجابيا للتطور ومواجهة أي تحديات سلبية، مع الحاجة الماسة لتطوير بعض التشريعات والممارسات وأدوات العمل.
وأضاف المعايطه أعتقد أن مجالات حرية الصحافة في الأردن هذا العام تأخذ مسارات إضافية منها حق الصحفي في فرصة العمل والأمن الوظيفي وقدرته على تأمين متطلبات الحياة له ولأسرته .
وأضاف المعايطه أعتقد أن علينا هذا العام أن نحتفل بهذه المناسبة من خلال الوقوف مع زملاء كرام في مؤسسات صحفيه عديدة يواجهون خطر فقدان فرصة العمل أو انخفاض الدخل الشهري أو عدم وصوله منذ شهور، فلا يمكن أن يمارس أي صحفي في العالم صحافة حرة دون أن يكون في أمن وظيفي ومعيشي، فحالة الخوف من فقدان مصدر الرزق تهديد حقيقي لحرية الصحافة لا يقل عن التهديد الذي تمثله أي تشريعات أو ممارسات .
* السعايده.
بدوره، قال نقيب الصحفيين راكان السعايده لا شك أننا في الأردن نملك قدرا معقولا من الحريات الصحفية وهذا مرتبط بتنوع وسائل الاعلام، الأمر الذي أدى لوجود هوامش مختلفة بين هذه الوسائل، توجد سقفا من الحريات المعقول، لكن دون شك نحن نطمح للمزيد ومهم جدا أن تقدم الدولة خطوات اضافية في هذ الجانب، من الناحية الفنية، اضافة إلى الحاجة لمراجعة التشريعات وتجويدها سعيا لتطوير وتعزيز حالة الحريات.
وأضاف السعايده نحن نسعى من وراء تحقيق هذه الإجراءات لأمرين هامين أولهما أن نصعد على مؤشرات الحريات الصحفية العالمية، من جهة، وتقوية الإعلام من جهة أخرى، فعلى الدولة أن تعمل على ذلك فتقوية الإعلام باتت امرا متبعا بعدد من الدول ذلك أن وسائل فعلام تواجه عددا من المخاطر، وعلى الجميع أن يدرك أن قوة الاعلام من قوة الدولة، وهذا يتطلب من الدولة أن تلتفت للواقع الإقتصادي والمالي للمؤسسات الاعلامية، واليوم بشكل محدد الإنتباه لواقع أم الوسائل الإعلامية المتمثلة في الصحف الورقية، التي تواجه تهديدات حقيقية جراء ازمات اقتصادية كبيرة.
وفي هذا الشأن، وفق السعايده على الحكومة التنبه إلى ان دولا عريقة دعمت بشكل أو آخر الإعلام، بل أن دولا أنشأت منصات اعلامية مثل فرانس (24)، وروسيا اليوم، وبي بي سي،تنفق عليها الدولة، مع بقاء هامش الاستقلالية لهذه المؤسسات، كون الإعلام اليوم هو جزء أصيل من متطلبات نجاح أي بلد وقوته الذي تستثمر فيه الدولة، فهو الأداة التي من شأنها التأشير على القصور من جهة واثراء النقاش حول القضايا الوطنية وبناء الوعي وزيادته حول القضايا والعمل على مواجهة كل الصعاب.
ولفت نقيب الصحفيين إلى أن الاعلام اليوم مرآة للدولة، يعكس واقع المجتمع ويساعدها على التخطيط السليم ومعالجة الاختلالات، ومعالجة المشاكل من خلال تسليط الضوء على كافة القضايا، مؤكدا أن الحرية متلازمتها المسؤولية والاعلام والاعلاميين، المدربين والمؤهلين يساعدون في مواجهة المخاطر وكل محاولات إحداث ثغرات وارباكات داخلية، ففي خطاب الإعلام الحر المسؤول قوة على الجميع ان يدركها، وعون للدولة في كافة خططها.
* الدكتور خلف الطاهات.
عميد كلية الإعلام / جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات قال بالاجمال يمكن وصف واقع الحريات في الاردن بـ "المقبول والمرضي" بالنظر إلى وجود الاردن ضمن منطقة الشرق الأوسط المصنفة عالميا وتاريخيا بقمع الحريات وفرض القيود على الحريات، ورغم هذا استطاع أن يوازن التحديات التي تعيشها المنطقة بفعل الحروب والضغوطات الاقتصادية والسياسية وموجات اللجوء، وتمكن أن يحافظ على هامش "مريح" ومساحة " مقبولة جدا" من حريات التعبير وحرية الرأي في الاعلام.
واضاف الطاهات أن القيادة الهاشمية كرست نهج الإصلاح والذي يعتبر حرية الرأي والتعبير والتعددية في الاعلام ركيزة أساسية من ركائز التحول الديمقراطي وتمكين المواطنين من المشاركة في صنع القرار، مبينا أنه وفي سياق حماية هذا النهج وتعزيزه دستوريا فقد انخرطت المؤسسات الدستورية الأردنية بتوسع عملية تحديث للتشريعات والقوانين الناظمة للصحافة وحريات التعبير تواكب المستجدات التي من شأنها تعزز التعددية وترسخ المهنية وتحارب التنمر وخطاب الكراهية وترتكن في إعلام يؤمن بالموضوعية والحيادية والدقة والانصاف والشمولية والعمق في التغطية وتقديم الصالح العام.
وأشار الطاهات إلى أن الإعلام الأردني اليوم أثبت أنه إعلام الشجعان، يخوض ببسالة وبخطاب اعلامي جريء ومسؤول وملتزم تغطيات جائحة كورونا رغم الظروف التي فرضها الفايروس على وسائل الإعلام وتقييد الحركه، وخلافا لكل التوقعات في أدبيات الصحافة والإعلام التي ترى أن الحريات تنكمش في الازمات فإن الإعلام الرسمي الأردني استطاع أن يسترد الثقة الشعبية المتدهورة منذ سنوات بعيدة والدليل الاعتماد الكبير على المواقع والمؤسسات الإعلامية الرسمية.
ودعا الطاهات الإعلاميين والصحفيين إلى حماية هذه الهوامش المريحة من الحريات والعمل على تعزيز ورفع سقفها أكثر من خلال الالتزام بالمعايير المهنية التي تحكم عملية إنتاج المحتوى الإعلامي بعيدا عن الأجندة الشخصية والمعلومات الكاذبة والمضللة والابتعاد عن المصادر المجهولة والأنباء المفبركة.
ليست هناك تعليقات :