فرسان نيوز-أدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع القدس المحتلة بعد منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى، لا سيما في منطقة باب الأسباط وشارع صلاح الدين في محيط البلدة القديمة.
وفتحت قوات الاحتلال ثلاثة أبواب فقط لدخول المصلين إلى المسجد الأقصى، بينما أعلنت الشرطة الصهيونية أنها ستدقق في الحافلات التي تقل الفلسطينيين القادمين من مناطق ال48، مضيفة أن «هناك إشارات على حصول اضطرابات ومظاهرات».
وتمكنت أعداد قليلة من دخول الأقصى قياسا على أيام الجمعة المعتادة التي يتراوح عدد المصلين فيها بالعادة بين خمسين وسبعين ألفا، مع تواجد أعداد كبيرة من جنود الاحتلال في محيط المسجد تحسبا لاندلاع أي مواجهات.
وسمح الاحتلال فقط للنساء ومن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاما من الرجال بالاقتراب من المسجد الأقصى، واضطروا للمشي على الأقدام لمسافة كيلومترين تقريبا وقطع عدد من الحواجز العسكرية للوصول إلى المسجد.
استشهد شاب فلسطيني بعد ظهر امس الجمعة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حاجز «عصيون» الاستيطاني جنوب مدينة بيت لحم بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن .
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها أن جنود الاحتلال أطلقوا النار تجاه شاب فلسطيني جنوب بيت لحم ما أدى إلى استشهاده، وقد برر الاحتلال جريمته بادعائه بأنه «تم تحييد» هذا الشاب بإطلاق النار عليه بعد محاولته تنفيذ عملية طعن في المنطقة.
كما أصيب 52 مواطنا فلسطينيا امس الجمعة، خلال المواجهات التي اندلعت في مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس المحتلة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وقالت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في بيان لها إن طواقمها تعاملت مع إصابة واحدة بالمطاط و4 اصابات بكسور واعتداء بالضرب، فيما أصيب شاب بالرصاص الحي، و3 بالمطاط على حاجز قلنديا شمال القدس، وفي بيت ايل شمال رام الله اصيب شخص برصاص حي و9 أشخاص برصاص مطاط و25 شخص بالغاز.
وفي منطقة الخليل اصيب شخصان بالرصاص الحي، وفي بيت امر أصيب شخصان بالمطاط، وفي بلدة حوارة جنوب نابلس أصيب ثلاثة اشخاص برصاص مطاط وشخص واحد بالغاز.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي نحو 120 مصليا معتكفا بالمسجد الأقصى المبارك، وأصابت عشرات المصلين، بينهم 15 إصابة بأعيرة مطاطية في الرأس ، و6 مسعفين، خلالها اقتحامها الواسع عند منتصف الليلة الماضية وفجر امس الجمعة باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة.
وقالت جمعية المسعفين المقدسيين في بيان لها إن قوات الاحتلال شرعت فور اقتحامها للمسجد الأقصى بإطلاق القنابل الصوتية الحارقة والارتجاجية والغازية السّامة والأعيرة النارية بهدف طرد المصلين، قبل أن تفرض حصارا محكما على المُصلى القبلي بهدف اخراج المعتكفين .
وحسب جمعية المسعفين المقدسيين، رفض جنود الاحتلال دخولهم وغيرهم من المسعفين الى الأقصى رغم وجود أكثر من حالة خطرة، لافتة إلى أنه تم إخلاء إصابتين وصفتهما بالخطيرة من باب المغاربة عن طريق سيارة اسعاف تابعة للاحتلال.
وأعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أنها لن تسمح للمواطنين المقدسيين الذين تقل أعمارهم عن الخمسين عاما دخول المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة، في الوقت الذي حوّلت فيه وسط القدس المحتلة، وبلدتها القديمة، ومحيط الأقصى إلى ثكنة عسكرية ونشرت الآلاف من عناصرها.
وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية في القدس لوبا السامري ببيان لها إن قوات الاحتلال شرعت منذ ساعات مساء أمس بإغلاق «غلاف» القدس، والذي يشمل الأحياء والشوارع المتاخمة لسور القدس التاريخي، وتشمل المنطقة الممتدة من سلوان وحي رأس العامود والصوانة ووادي الجوز والشيخ جراح، فضلا عن إغلاق الشارع الرئيسي المحاذي لسور القدس والممتد من باب العامود وشارع السلطان سليمان وباب الساهرة وصولا إلى باب الأسباط وذلك لحفظ الأمن على حد زعمها.
كما دعا وزير الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس المواطنين الفلسطينيين وبخاصة المقدسيين إلى تكثيف التوافد على المسجد الأقصى المبارك أمس الجمعة، وسائر الأيام المقبلة، وشد الرحال إليه رغم إجراءات الاحتلال الاسرائيلي وقيوده التي تحول بينهم وبين أدائهم لعبادتهم.
وبين أن المرحلة القادمة هي مرحلة تثبيت ما أنجزه المقدسيون بثباتهم، ومقاومتهم الشعبية للإجراءات الاحتلالية الظالمة والجائرة.
وطالب ادعيس ببيان له اليوم كل فلسطيني بدعم الأهل في القدس والوقوف إلى جانبهم في مطالباتهم بحقهم بالصلاة والعبادة في المسجد الأقصى دون إعاقات، أو ملاحقات مباشرة أو غير مباشرة، مؤكدا « أن الأهل في القدس وسائر فلسطين أوصلوا رسالة واضحة لا لبس فيها للحكومة الإسرائيلية بأن مقدساتنا وعلى رأسها درة التاج المسجد الأقصى ليس مكاناً لأي كان سوى المسلمين الذين لن يتراخوا في حمايته والدفاع عنه».
وقمعت قوات الاحتلال الصهيونية بعنف مسيرات خرجت في مناطق مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، تضامنا مع المسجد الأقصى المبارك، وأصيب عدد من المواطنين بالرصاص الحيّ والمطاطي في مواجهات اندلعت مع جنود الاحتلال في عدد من نقاط التماس بمحافظتي الخليل وبيت لحم جنوب الضّفة الغربية.
وحسب المصادر الطبية في مدينة بيت لحم، فإنّ نحو (13 مواطنا) أصيبوا بالرصاص الحيّ والمطاطي والاختناق، من بينهم إصابة بالرصاص الحيّ في القدم وإصابتان بالمطاط، جرى نقلهم إلى مستشفى الحسين ببيت جالا.
وفي مدينة الخليل، قمعت قوّات الاحتلال فعالية مساندة لمدينة القدس، بعد مسيرة دعت لها، ووصلت منطقة باب الزاوية وسط المدينة، وانطلقت المسيرة من مسجد الحسين بن علي، وسط مشاركة عشرات المواطنين، رفعوا الشعارات المساندة للمسجد الأقصى، والمطالبة بوقف انتهاكات الاحتلال فيه.
وبعد قمع قوّات الاحتلال للفعالية، اندلعت مواجهات على ثلاثة محاور وسط المدينة، رشق خلالها الشّبان قوّات الاحتلال بالحجارة، في الوقت الذي اعتلت فيه قوّات أسطح عدد من الأبنية، بينما تقدّمت القوات مشيا على الأقدام في عدد من الشوارع المحيطة.
وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل، أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، في قمع قوّات الاحتلال مسيرة حاشدة دعت لها فتح وحماس والجهاد الإسلامي ووصلت مدخل البلدة الرئيس. وكالات
ليست هناك تعليقات :