فرسان نيوز -
{ قضايا شائكة }
" 4 "
عبدالحميد الهمشري
في هذه الحلقة سأتناول الحديث عن الجزء الرابع والأخير من أثر الممارسات الصهيونية على تأجيج الصراع في الساحة الإقليمية وما ألت إليه الأمور بعد الأحداث المتتابعة منذ نكسة حزيران /يونيو 1967 تخللتها حروب استنزاف أعقبتها معركة الكرامة الخالدة فحرب تشرين أول / أكتوبر 1973التحريكية ومن ثم مفاوضات أدت لاعتراف مصري بالكيان العبري 1977- 1979 بموجب معاهدة كامب ديفيد وملحقاتها أعقبها مبادرة السلام العربية في بيروت 1981 ومن ثم الحروب ما بين الجيش الصهيوني وعملائه من جيش لبنان الجنوبي بقيادة لحد فسعد حداد اللبنانيين من جهة وتحالف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية من جهة أخرى ، منها الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان 1978 فمعركة اجتياح بيروت الغربية فخروج منظمة التحرير من لبنان وتوزع مكاتبها وقواها في عدد من الدول العربية كتونس والجزائر واليمن عدن وصنعاء 1982 والسودان فمجزرة صبرا وشاتيلا ، ومن ثم الانتفاضة الفلسطينية 1987 أعقبها توقيع اتفاق أوسلو في واشنطن وملحاقاته وبعدها اتفاقية وادي عربة وملحقاتها فالتجاوزات الصهيونية ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية في القدس خاصة المسجد الأقصى ، وقد كان لحرب الخليج واجتياح العراق وما شهدته وتشهده دول عربية من تداعيات الأثر البالغ في ضعف الموقف الفلسطيني خاصة والموقف العربي عامة تجاه قضايا الأمة المصيرية خاصة ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية جعلت العدو الصهيوني يوغل في تصرفاته ويميع المواقف لصالحه لفرض أمر واقع على الجميع بالنسبة لأرض فلسطين بكاملها ، حيث أضحت قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحق العودة وتقرير مصير الشعب العربي الفلسطيني وحقه في الاستقلال مجرد وعودات ومطالبات وآمال لأن العدو بعد حصوله على الاعتراف الذي كان يلهث عليه بعد أن حصل عليه تمكن من فرض ما يريد في الملاحق التي أعقبت التوقيع على المعاهدات أضعاف ما كان يحلم به ، لتكبيله كل دولة بمواثيق وعهود تنسف كل ما يطالبون به في المحافل الدولية.
فالاعتراف المتبادل بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير كان في مقابل إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يطالب بحق العودة وهذا أسهم في ترحيل القضايا الهامة والاستراتيجية والتي منها حق العودة إلى المفاوضات والحل النهائي حيث أظهر العدو الصهيوني قدرة فائقة على تمييع المواقف في كل مراحل المفاوضات التي يخوضها مع العرب بمن فيهم الفلسطينيون حيث يأخذ كل شيء دون أن يعطي أي شيء فقد تمكن العدو من أن يستولي على مزيد من أراضي الفلسطينيين وفق اوسلو وقلص مساحتها لأقل من النصف وفق المتفق عليه فكيف يمكنه بعد أن أخذ ما أخذ دون قدرة الطرف المقابل على فعل أي شيء بل الاستمرار في مجاراته بمقابل أن يبقى الحال على ما هو عليه في مكان تجمعاتهم في " أ" دون التمدد لأراضيهم في مناطق "ب وج" في حال قرر العدو منع دخولهم إليها بحجة حماية المستوطنات التي أقامها في مناطق أوسلو الخاصة بالسلطة الوطنية الفلسطينية فأصبح الفلسطيني الذي ما يزال يحلم في العودة إلى أملاكه وأرض أجداده ينفذ صبره ويفقد الأمل جراء مماطلة صهيونية وتراخي المفاوض العربي أو الفلسطيني حول حتى طرح الموضوع على الطاولة اللهم إلا ما يقال بين فينة وأخرى حول حق التعويض مع وضع خطوط بالألوان حول هذا التعويض الذي يعني تنازل بالجبر الاختياري عن هذا الحق نهائياً بعد أن وصل اللاجئ لمرحلة اليأس من الوصول لهذا الحلم وكل ما يطرح هو عودة اللاجئ لأرض فلسطين المحصورة في الأراضي التي احتلت عام 1967 غير المسموح للكثير من سكانها الأصليين بالعودة إليها رغم أن الكثير منهم كانوا حين احتلت الضفة
الغربية وقطاع غزة في أماكن العمل في الخارج أو في أماكن الدراسة ولم يسمح لهم العدو حتى الآن بالعودة إلى أماكن سكناهم وأملاكهم ، فكيف يمكن للعدو أن يسمح بعودة مهجري 1948 إلى قراهم وأملاكهم . حتى الأراضي التي احتلت في العام 1967 لم يعد بين مدنها وقراها تواصل بسبب الجدران والشوارع الالتفافية والمغتصبات المحيطة بها فكيف يمكن أن يكون هناك حق تقرير المصير ودولة وفق ما أشيع عند أوسلو ؟.. أخذ العدو كل شيء بالمفاوضات ما عجز عن أن يأخذه بالقتال وتمكن من فرض هيمنته على الأرض في الدوائر المستديرة.
ليست هناك تعليقات :