فرسان نيوز-
بقلم : المهندس فادي العمرو
الكثير منا سمع عنها ولكن لا يعرف التاريخ الفعلي لها ومدى تأثيرها على بلاد الشام عامة . احد المراجع وهو كتاب ( تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني ) تحدث عن أقوى وأطول عاصفة ثلحية اثرت على مصر وبلاد الشام عام 1911 حيث كان صباح يوم 20-1-1911 يوم عاصف مع تساقط الثلوج الغزيرة والتي استمرت لمساء يوم 1-3-1911. استمر هطول الثلوج لمدة أربعين يوم فكان الناس يفتحون الأبواب ليجدوا أكوام ضخمة من الثلج . ووقع بعدها البرد الشديد القارس وعم الجليد الى ما بعد شهر نيسان ... حيث غمرت حلب وريفها بالصقيع ووصلت الحرارة الى عشرة تحت الصفر الى سبعة وعشرين تحت الصفر .. توقفت القطارات بين دمشق وحلب وعمان وانقطع سير القوافل وقاسى الفقراء من قلة القوت والوقود بعدما يبست الأشجار وندر وجود الفحم بسبب الطلب الشديد وارتفعت أسعاره الى ارقام جنونية وقتها ماتت مئات الألوف من الحيوانات في المناطق التي غمرها الجليد مثل جنوب سوريا (اي الاردن ) وتوفي المئات من الناس من البرد الشديد والامراض الصدرية وانتشرت الحيوانات المفترسة والضواري مما أدى الى إبادة الكثير من القوافل التي كانت تتنقل بين جنوب وشمال سوريا افتراسا ... ألزمت وقتها الحكومة التركية اصحاب حمامات السوق ان يفتحوها للفقراء للمبيت ليلا .. تشققت من شدة البرد الأعمدة الحجرية في بعض المساجد والتي يزيد عمرها عن ستمائة عام مما يدل ان هذا البرد لم تشهده المنطقة منذ ستمائة عام خلت ..... تفرقع اكثر الرخام المفروش بالمساجد وتحطمت الأواني الزجاجية التي يوجد بها السوائل ... وكانت هذه البداية لاستخدام جلد الأغنام لتخزين السمن والدبس وهو ما يعرف محليا ( المرو )... وسميت هذه الثلجة بكتب التاريخ ثلجة الأربعين ...... ولم تنعم اي دولة في تركيا او بلاد الشام وقتها خلال أربعين يوم بدرجة تزيد عن صفر مئوي حتى المناطق المنخفضة ........ من تحمل اجداده قساوة هذه التضاريس وتجاوزوها بكل قوة وصلابة .... تعجز اليوم حكومات وغرف عمليات وطوارئ قصوى عن ادارتها .... يعجز عن تحمل يومين من الثلج الدافئ اللطيف ... المرجع تاريخ حلب المصور أواخر العهد العثماني 1880-1918

عن المدون الاستاذ مالك عبيدات

مدون عربي اهتم بكل ماهوة جديد في عالم التصميم وخاصة منصة بلوجر
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

.

المجتمع والناس