فرسان نيوز- كتب: خالد ناصر عبيدات..... النسيج الشعبي الاردني والمتشكل على مراحل عدّة منذ تأسيس امارة شرق الاردن يحكمه الكثير من الضوابط التي اسست لعلاقات وطنية قوية تتصف بالوحدة ما بين الاردنيين من شتى الاصول والمنابت . ولعل هذه الضوابط المتينة والتي تعتبر اتفاقاً وتوافقاً على سيادة الاردن حتى في المجال الشعبي ، لعلها تترسخ هذه الأيام لينتج عنها تداولات شعبية مختلفة تتفق جميعها على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية كإحدى اهم الدعائم المبشرة باستمرار الاردن كدولة وسطية قوية على كافة الصعد . ومن المعلوم بأن الدول التي لا تمتلك دعامات اخلاقية تساند مجريات الحياة اليومية فهي آيلة للسقوط بحكم أن الجانب الاخلاقي هو الركيزة الاهم في عمليات التحول الإنساني نحو المدنية البحتة والحضارة ذات صفة البقاء والاستمرار ، وهو ما تدلل عليه الحضارة الإسلامية الخالدة التي استمدت حياتها من منظومة الاخلاق لهذا الدين الحنيف . مرّ الأردن بتقلبات انسانية نتجت عن حالات الحروب التي تشهدها المنطقة منذ الاحتلال الغربي ويليه الوجود الصهيوني الذي اسس وما يزال لبؤر عديدة للتوترات الاقليمية والعالمية بهدف فرض نفوذ الصهاينة على العالم ، وتوالت كذلك الهجرات الجماعية نحو المملكة مما ساهم بتشكيل النسيج الشعبي متعدد الاصول والمنابت والمتنوع بثقافاته التي اثرت الاردن في كافة المجالات . عودة الى الجانب الاخلاقي في البلاد واعني هنا في الجانب الشعبي ، حيث تأثرت المنظومة الاخلاقية بالعديد من العوامل المتعلقة بالطبيعة البشرية للثقافات البشرية المهاجرة الى الاردن ، فمنذ حرب الخليج الاولى ونحن نشعر بأن التكامل الاخلاقي بدأ يعتريه بعض الوهن بحكم ما نقرأه منذ تلك الفترة وحتى الأن من ظواهر غريبة على الشعب الاردني . ثم كانت حرب الخليج الثانية التي قصمت ظهر البعير وتعرض بعدها شبابنا لهجمات شرسة – قد لا تكون منظمة – استهدفت التحول البشري نحو سيادة المادة والعلمانية واعتبار المصالح الآنية اساساً للتعاملات البينية . وامتد الامر ليشمل الاثار العنيفة التي خلفها اللجوء السوري للاردن وهو ما دفع الى تعبيد الطريق لصالح انقلابات اخلاقية هائلة قد لا تنظر في هذه الاونة لكنها حتماً ستكون تاريخية وقد تفتعل في الاردن مشاكل امنية بدأت ملامحها بالتشكل . الحديث عن توسع الاردن جغرافياً هذه الأيام بدأ يغزو الصالونات السياسية والشعبية على حدٍ سواء ، مرحلة جديدة من الانتكاسات على المستوى الشعبي ستظهر لدينا قد تقلب خارطة النسيج الذي نتفاخر به حتى الأن ، وجل ما نخشاه أن تؤدي التوسعات المقترحة الى اضافة منظومة جديدة من الاخلاقيات تتمحور حول الصراعات المعيشية لتنفجر بوجوهنا جميعاً وتخلف ما لا يحمد عقباه . الأثار المحتملة ستكون مدمرة ما لم نحسن التعامل معها ، ولا اقصد هنا التعامل الرسمي ، بل اعني التعامل الشعبي المنطلق من مفاهيم جديدة لا بد وأن نتعامل معها كما يجب في تربيتنا للأجيال القادمة . المحافظة على النسيج الشعبي تعني المحافظة على الاردن .
ليست هناك تعليقات :