فرسان نيوز
على الرغم من المُحاولات الإسرائيليّة الرسميّة توجيه السائل إلى الجمهور الإسرائيليّ بأنّ خطر تنظيم الدولة الإسلاميّة على الدولة الإسرائيليّة ما زال بعيدًا، وعلى الرغم من أنّ تقديرات الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، بمن فيها جهاز الاستخبارات الخارجيّة (الموساد) أكّدت على أنّ التنظيم لن يُحارب إسرائيل، لأنّ في رأسي سُلّم أولوياته مُحاربة مَنْ يُعارضه في كلٍّ من سوريّة والعراق، إلّا أنّ الدولة الإسلاميّة دخلت المعركة الانتخابيّة الإسرائيليّة من أوسع أبوابها.
في هذا السياق قالت الإذاعة العامة الإسرائيليّة باللغة العبريّة (ريشيت بيت)، اليوم الأحد، إنّ تقييمًا أمنيًا إسرائيليًا حذّر من أنّ تنظيمات مسلحة متواجدة في سيناء وبايعت تنظيم الدولة الإسلاميّة ستقوم في الوقت القريب جدًا بشنّ الهجمات التي وصفتها المصادر الأمنيّة في تل أبيب بالإرهابيّة، ضدّ أهداف إسرائيليّة، وتحديدًا منظمة (أنصار بيت المقدس)، التي بايعت الدولة الإسلاميّة، والتي اقتصر نشاطها حتى الآن على تنفيذ هجمات ضدّ الجيش المصريّ في شبه جزيرة سيناء.
مُضافًا إلى ذلك، فقد تسبب الفيلم الدعائي القصير الذي نشره حزب الليكود يوم أمس، والذي حذّر من خلاله من دخول تنظيم الدولة الإسلاميّة إلى إسرائيل في حال انتخاب اليسار الإسرائيليّ تسبب بردود فعل شديدة من قبل رئيس جهاز الأمن العام السابق، يوفال ديسكين، والذي ذّكر، كما قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة، في عددها الصادر اليوم، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، هو الذي أطلق سراح مؤسس حركة حماس، أحمد ياسين، وأنّه هو مَنْ وقف من خلف إعادة ترميم قدرات حركة حماس، وهو الذي أطلق أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين في صفقة تحرير الأسير الإسرائيليّ غلعاد شاليط. وشدّدّ ديسكين على أنّ نتنياهو فقد الحياء، على حدّ تعبيره.
وكتب ديسكين والذي يقود خطاً نقديًا ضد نتنياهو منذ فترة طويلة: اليسار سيُدخل الدولة الإسلاميّة لإسرائيل. قال نتنياهو الذي أطلق سراح أحمد ياسين عام 1997 وبنى من جديد حركة حماس. وأضاف: إنّه هو الشخص، أيْ نتنياهو، الذي قام بإطلاق سراح أكثر من ألف مخرب جزء منهم عاد لتنفيذ عمليات في فترته كرئيس حكومة. هو الشخص الذي قام بإطلاق سراح مخربين من أجل الامتناع عن تجميد الاستيطان بسبب صفقة مع البيت اليهودي، وهو الشخص الذي تمّ جره لأطول حرب ضد منظمة إرهابيّة منذ العام 1948، أوْ على حدّ تعبيره منذ حرب الاستقلال، وهو الشخص الذي هدد إيران وليس قادرًا على الحسم ضدّ منظمة إرهابية في غزة. بيبي مطحون؟ بدون أمن. لقد فقد حيائه. هذا أكيد، قال ديسكين. ويظهر في الفيلم الدعائي لحزب الليكود ممثلان على هيئة رجال من تنظيم الدولة الإسلاميّة وهما يسألان سائقًا آخر: كيف يصلون للقدس أخي؟، وعندئذ يحصلان على إجابة: خذ يسارًا. وحملت السيارة التي أقلت رجال الدولة الإسلاميّة ملصقًا كُتب عليه: فقط ليس بيبي. وردّ (المعسكر الصهيونيّ) أيضًا بشدة على الفيلم الدعائيّ وقال: : نتنياهو يعيش في فيلم، إذا كان يعتقد أننا قد نسينا فشله الكبير في مجال الأمن. لقد قام بإطلاق سراح أكثر من ألف مخرب أيديهم ملطخة بالدماء وعزز قدرات حركة حماس، وإيران تحولت خلال فترته لدولة قريبة من الحصول على قنبلة نووية، كما تضرر الأمن الشخصي لسكان دولة إسرائيل بشكل يومي. هناك أفلام لا حاجة لصنع أفلام تكميلية لها، فترة نتنياهو هي بالتأكيد مثال جيد على ذلك، على حدّ تعبير البيان الرسميّ لتحالف المعسكر الصهيونيّ بقيادة يتسحاق هرتسوع وتسيبي ليفني. وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ديكسين ضد نتنياهو.
وكان ديسكين قد نشر تغريدة على الفيسبوك في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) الأخير جاء فيها أنّ إسرائيل وصلت إلى مفترق طرق وهناك احتمالان مركزيان. مواصلة طريق “الضياع″ الاجتماعي، الاقتصادي، الأمني والسياسي التي يقودها نتنياهو وبينيت وليبرمان، وبين اختيار طريق جديد يستطيع أن يربط بشكل قيمي وعملي بين الأطراف الأربعة التي تحافظ على وجودنا: الأمن، الاقتصاد، المجتمع والحلول السياسية وإنتاج طريق جديد للتغيير والأمل. وقال حزب الليكود في رده على أقوال رئيس الشاباك السابق: رجل اليسار يوفال ديسكين، والذي دعا عام 2013 لتقسيم القدس، وإقامة دولة فلسطينية بحدود 67 وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل جزئي هو من سيأتي بالكارثة الأمنية والسياسية على إسرائيل. رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو سيُواصل العمل بدون تردد تحت كل الضغوطات، ولن يتنازل أو يرضخ وسيواصل الحفاظ على أمن جميع مواطني دولة إسرائيل.
أما بخصوص تعاظم قوة حركة حماس، فقد توجّه سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، رون بروشاور في نهاية الأسبوع، كما أفاد موقع (I24NEWS) بشكوى للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون ولمجلس الأمن وحذّر من أنّ حركة حماس تقوم بالاستعداد لمواجهة أخرى. وقال في رسالته: أنا أكتب كي أنبه من التطورات المقلقة جدًا في منطقتنا. حماس تستعد مرة أخرى لشن هجوم جديد من خلال إعادة ترميم البنى التحتية للإرهاب، والتهديد بشن حرب جديدة ضد إسرائيل. حماس تعمل كل الوقت من أجل ترميم قدرتها على إنتاج سلاح وتطوير قدراتها العسكرية.
حماس تعمل بجهد من أجل ترميم أنفاق الإرهاب، هذه الأنفاق التي تهدف إلى تنفيذ هجمات داخل إسرائيل وتنفيذ هجمات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين، هذه الأنفاق بنيت تحت بنى تحتية مدنية مثل البيوت والمساجد والمدارس، على حدّ قوله. على صلة، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، اليوم الأحد، المتجمع الدولي إلى عدم الاكتفاء بالإعلانات والمهرجانات، بل شن حرب بلا هوادة ضد الإرهاب الإسلامي لاقتلاعه من جذوره. وأوضح ليبرمان أنّ الاعتداءات الإرهابية في كوبنهاغن تدل على صحة ما تقوله إسرائيل منذ سنوات من أنها ويهود العالم يتعرضون للإرهاب كونهم في الجبهة الأمامية لحرب التنظيمات الإرهابية مع العالم الحرّ بأسره، حسبما ذكر.
ليست هناك تعليقات :