فرسان نيوز-خاص- خالف رئيس الوزراء الأردني الاسبق سمير الرفاعي نظيره الحالي الدكتور عبد الله النسور فيما يتعلق بجريمة “تشابل هيل”، إذ تحدث الأول عنها بصفتها “إرهاب” لا ملة له ولا دين، بينما عدها الأخير “ردة فعل على الأفعال القبيحة التي يعملها المتطرفون والمجرمون في بلادنا”.
وقال الرفاعي في فعالية تضامنية اقيمت بجمعية عيبال مساء الثلاثاء للوقوف مع اسرة الاردنيتين اللتين راحتا ضحية الارهاب الذي اقدم عليه مجرم امريكي، إن أمتنا ومنطقتنا تشهدان عدوانا خطيرا لم نشهد له مثيلا في السابق يستهدف قبل مصالح الشعوب واستقرارها تلك القيم المرجعية الإنسانية التي “عكست صورة الإسلام والمسلمين وكانت على مدار التاريخ البشري ثورة نفاخر بها الأمم الأخرى”.
وأكد الرفاعي في المناسبة التي شارك إلى جانبه فيها الرئيس الاسبق طاهر المصري أن “هذه حقيقة أثبتتها الوقائع والأحداث، والإرهابيّون، لا يكفِّرون الشيعة أو السنة، أو المسيحيين، إنما يكفّرون كل من يخالف مصالحهم، ويستبيحون دمه وعرضه وماله والإنسانية منهم براء”.
وتابع ” إن جريمة قتل المسلمين في الولايات المتحدة، هي جريمة إرهاب أعمى و دليل أكيد على أن الإرهاب لا دين له، كما أن جريمة اغتيال إخواننا الأقباط المصريين، في ليبيا، هي عمل إرهابي جبان”.
ولفت إلى هذه الاعمال تؤكد أن هدف الإرهابِ هو بث الفتنة والتفرقة والصراعات الداخليّة، مضيفا “يزاود المجرمون الذين إتخذوا الدين غطاء لأفعالهم على بعضهم البعض فيتنافسون على قطع الرؤوس وجز الرقاب والقتل وإحراق البشر وتدمير كل قيم الحياة”.
وأضاف الرفاعي في كلمته التي اطلعت على مضمونها “رأي اليوم” أن “الكلمة في مثل هذه الأوقات العصيبة تعبر عن موقف ضروري في مواجهة التكفير والإرهاب وعندما نجتمع اليوم بدعوة من قطاع أساسي وحيوي في مجتمعنا الطيب يمثل الجمعيات الخيرية نستذكر معا وحدة الأردنيين وثباتهم في وجه البشاعة وثقافة الظلام والتفرقة وإلتفافهم حول قيادتهم ودولتهم وجيشهم العربي الأبي لمقابلة الإستهداف بصف موحد”.
ووجه الرفاعي رسالة عدّها ممثلة لكل الأردنيين بكونهم “الموحدين ضد التكفير والغلو والإنعزال ومع النور والإعتدال واحترام قيمة الحياة وحرمة دم المسلم والبريء”.
وتحدث الرفاعي عن “نهاية محتملة” للارهابيين بقوله “غالبا بعد ما يأخذ هؤلاء حصتهم من دم الأبرياء والشعوب تحت ذرائع أبشع من الجريمة ستنصرف تياراتهم المختلة لإلتهام بعضها البعض والدلائل تثبت بأن هذه التيارات التي تشعل النار سرعان ما تأكل بعضها بنفس النيران فيندلع الصراع فيما بينهم ويقتلون بعضهم البعض لأن ما يجمعهم عمليا هو نزعات التدمير والكراهية وليس مذهبا او دين او فكرة جهادية حقيقية”، معتبرا الارهابيين ” تواقون للتلاقح فيما بينهم فهم موجودون في كل الملل والأديان والمجتمعات يساندون أنفسهم بإشاعة الخوف والرعب وأجواء التخندق وعدم الثقة”.
ولم يغفل الرئيس الاسبق ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاعيان الرفاعي ما حدث مع الطيار الاردني معاذ الكساسبة، معتبرا أن “تنظيم داعش الإرهابي أراد ، من جريمته النكراء، بحق شهيدِنا البطل الطيار معاذ الكساسبة، أن يبث الرعب والهلع في قلوب الأردنيين، وأن يخلق أزمة داخليّة في الأردن، بقيامه بتصوير الجريمة”، مشيرا الى كونه “ثبت الآن بأن المجرمين في داعش لا يعرفون الأردن ولا الأردنيين جيّداً… أحاط الشر بأهله وإرتد خنجر الماكر إلى قلبه ولا زال”.
وطالب الرفاعي بالعودة لرسالة عمان، التي عدّها “تجمع ولا تفرّق”، وأنها ” ليست مجرّد وثيقة بل تعبير عن موقف الدولة الأردنيّة وقيادتها الحكيمة و مشروع تنويري كبير في مواجهة الظلام، وهي نهج واضح وبرنامج عمل لتوحيد كلمة المسلمين، وفتح آفاق التعاون والحوار والشراكة الفاعلة مع العالم وثقافاته ومع سائر الأديان السماوية”.
وعدّ ان المطلوب من مؤسساتنا الرسميّة والأهليّة ومن هيئات المجتمع المدني، والفعاليات الشبابيّة، أن تبدأَ، فوراً، ترجمةَ معاني رسالة عمّان، ونشر الوعي بمضامينها ومبادئها..
ليست هناك تعليقات :