فرسان نيوز-منذ السابع عشر من ابريل الماضي، يخوض 1700 أسير فلسطيني في السجون
الاسرائيلية اضراباً مفتوحاً عن الطعام ضمن معركة «الحرية والكرامة»، شباب
وشيوخ، معافون ومرضى، جميعهم يناضلون ويرون نضالهم نضالاًعادلاً، مستعدون
للتضحية بحياتهم لاجبار سجانيهم على تلبية مطالبهم، مطالب لا تتعدى حقوق
الانسان الأساسية التي يحق للأسرى الحصول عليها، حملات تضامن دولية وعربية
شحيحة - اذا ما صح التعبير- مع اضرابهم المستمر حتى تحقيق مطالبهم. مطالب
وأهداف الأسرى داخل وخارج المعتقل، الحرية والكرامة واعادة اللّحمة الوطنية
لشعبهم، فإضراب الحرية والكرامة أيضاً يشكل سلاحًا يعزز الموقف الفلسطيني،
وعَقبة أمام تعمّق الانقسام وتحوله إلى انفصال، ولجم المساس بحقوق وحريات
الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبدأت وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ اليوم الاول من الاضراب العمل بتأهب تصاعدي على الرغم من أن إضراب الأسرى عبارة عن احتجاج غير عنيف وحق إنساني، إلا أن الادارة الاسرائيلية تصرّعلى شيطنتهم واعتبارهم كما صرح الوزير الاسرائيلي تساحي هنجبي، قتلة يشكلون خطراً على اسرائيل. ويقول الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة هآرتس، جدعون ليفي، «من يعرف أصلا ماذا يطلبون؟ القضاء على دولة اسرائيل، هل هذا هو ما يريدونه. الصحيح هو أنه لم يطرح الاضراب أي مطلب سياسي بين مطالبهم. ولا أي مطلب مبالغ فيه. إلا اذا كانت اقامة مراحيض مناسبة لعائلات الاسرى الذين ينتظرون لساعات طويلة في الخارج، ربما هذا مبالغ فيه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. الطرفان ينتظران رؤية أي طرف سيتعب أولا، ومن لديه القدرة الأكبر. وحتى ذلك الحين فان المضربين عن الطعام سيعانون حتى الموت تقريبا، وجميعهم يعتبرون أن نضالهم عادل وسيحقق مآربه، ومن حق الاسرائيلي أيضا أن يحترم ذلك».
وقد دعت مؤسسات وهيئات وشخصيات فلسطينية للتضامن مع الاسرى في اضرابهم والانخراط في معركة «الحرية والكرامة» التي يقودها الأسرى المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال، ومواصلة العمل في بناء الوحدة الوطنية والشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل والشتات. وتعيد هذه المعركة توجيه على الكفاح الوطني الفلسطيني نحو الصراع مع الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري، وتحقيق الوحدة خلف قضبان الأسر.
اضراب الحرية والكرامة بدأ عشية ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور، و69 عامًا على النكبة، و50 عامًا على النكسة، و10 أعوام على الانقسام الداخلي، فجاء ليوحد الصفوف والصمود والتصدي لسياسات الاحتلال والاستيطان والعنصرية والحصار، وصيانة حقوق اللاجئين في الوطن وخارجه.
عقوبات على الأسرى المضربين وبعضهم يتقيّأ دماً
بخصوص بوادر مفاوضات بين الأسرى وإدارة السجون، أكد رئيس شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أنه لا معلومات مؤكدة بشأن مفاوضات تدور بين قادة الإضراب وإدارة مصلحة السجون.
ونقل المحامي عن الأسير حمايل أن إدارة السجن تزود الأسرى بعبوة مياه واحده لكل ستة أسرى، وترفض تزويدهم بالملح». وما يزداد الوضع مآساويةً على الأسرى، ارتفاع درجات الحرارة، ونقل المحامي أن عددا منهم بدأ بتقيؤ الدم. كما وتحدث الأسيران إلى المحامي عن أن ادارة السجون تقوم باحتجاز الأسرى في زنازين قذرة وأنهم يرتدون ذات الملابس منذ بداية الإضراب.
أطبّاء الاحتلال يحوّلون عيادة السّجن لمعرض للطعام
أكدت اللّجنة الإعلامية لإضراب الحرية الكرامة، والمنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني؛ أن أطبّاء الاحتلال حوّلوا عيادة سجن «أوهلي كيدار» إلى مكان لعرض الطّعام على الأسرى المضربين.
جاء ذلك عقب زيارة لمحامي نادي الأسير الفلسطيني خالد محاجنة للأسير المضرب عن الطعام لليوم (23) على التوالي هارون عياد، في عزل «أوهلي كيدار»، والذي أكّد أن الأطبّاء يقومون بوضع أصناف الطّعام المختلفة في العيادة، ويساومون الأسرى الذين تتدهور أوضاعهم الصحية بتقديم العلاج لهم مقابل إنهاء إضرابهم.
ونقل المحامي محاجنة عن الأسير عياد، أن الأسرى المضربين معزولون في زنازين ضيّقة، ويضطر بعضهم للنوم على الأرض، وهم محرومون من الخروج لـ»الفورة»، مشيراً إلى أن إدارة السّجن قامت بسحب جميع الأغراض الشخصية من الأسرى منذ اليوم الأول للإضراب؛ وزوّدتهم ببطانيتين وفراش لكل أسير، وبملابس «الشاباص» ومعجون وفرشاة أسنان غير صالحة للاستعمال.
كما وأن إدارة السّجن فرضت عليهم عقوبات تمثّلت بدفع غرامات مالية بقيمة (300 شيكل)، وحرمان من الزيارة وحرمان من الكنتينا، وذلك بذريعة أنهم لا يقفون على العدد. وبيّن الأسير عياد أن إدارة السّجن تقوم بتفتيشات يومية للزنازين تصل إلى ثلاث مرات وفي أوقات مختلفة، ويتم في كل عملية تفتيش إجبار الأسرى على الخروج من الغرف لغرف أخرى، ما يفاقم من الأوضاع الصحية المتدهورة الأسرى المضربين.
ولفت إلى أن الأسرى وصلوا لمرحلة يعانون فيها من صعوبة في الحركة والتنقّل، وآلام في المعدة والرأس، وجفاف في الحلق، مضيفاً أن عدداً من الأسرى يمتنعون عن تناول الماء لساعات بسبب صعوبة قدرتهم على التوجّه إلى المرحاض.
ويذكر أن محامي نادي الأسير تمكّن من زيارة الأسير عياد بعد أن تقدّم بعدّة طلبات لزيارته، قوبل فيها بالرفض، فلجأ إلى تقديم التماسات خاصة باسم الأسير لمحكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع، وقد سمح له بالزيارة بعد مفاوضات طويلة ومقابل سحب الالتماسات.
رفض مساومة العلاج بكسر الاضراب
أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن محامي نادي الأسير، خالد محاجنة، تمكن للمرة الأولى- منذ بدء إضراب الأسرى الجماعي في السابع عشر من نيسان الماضي- من زيارة سجن ‹›››››››نفحه›››››››› ، وقام بتوثيق تفاصيل تعرّض الأسرى للتنكيل بهم خلال إضرابهم، وكذلك إقامة مستشفى ميداني لمساومتهم على تقديم العلاج.
ونجح محاجنة في تحصيل حق الزيارة بعد أن كانت إدارة مصلحة سجون الاحتلال رفضت ذلك لعدة مرات، وتمكن من زيارة الأسير المضرب منذ (23) يوماً، مجاهد حامد، من بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة.
ولفت الأسير حامد إلى أن الأسرى المضربين في سجن ‹›››››››نفحه›››››››› موزّعين على خمسة أقسام مفصولة عن بعضها البعض، وواحد منها جرى تحويله لمستشفى ميداني لعلاج الأسرى المضربين. وأوضح أن إدارة السجن تقوم بنقل الأسرى الذين تدهورت أوضاعهم الصحية أو تعرّضوا لاعتداءات إلى المستشفى الميداني، وهناك تتمّ مساومة الأسرى بتقديم العلاج لهم والعناية الطبية وتقديم وجبات الطعام، مقابل إنهائهم للإضراب، كما ويتمّ فيه بثّ الإشاعات التي تستهدف معنويات الأسرى.
كلاب بوليسية لثني الأسرى عن اضرابهم
في خطوة جديدة من التصعيد الهستيري، بدأت قوات القمع التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية بتنفيذ «اقتحاماتٍ لأقسام في سجن النقب الصحراوي مستخدمة الكلاب البوليسية وسكب المياه المخصصة للشرب على الأسرى» في محاولة لثنيهم عن مواصلة إضرابهم عن الطعام الذي دخل يومه الثالث والعشرين.
هذا ما أفاد به محامي اللجنة المنبثقة عن هيئة الأسرى ونادي الأسير، يوسف نصاصرة، بعد أن نجح، اليوم، في الالتقاء بالأسيرين المضربين في سجن النقب، محمد أبو الرب، من جنين، وراشد خليل حمايل، من نابلس.
«نيلسون مانديلا» فلسطين
كتب اوري افنيري في صحيفة هآرتس يقول: مروان البرغوثي هو قائد منذ ولادته. بدأ الشهر الماضي مع حوالي الف اسير اخر، الاضراب المفتوح عن الطعام. المضربون عن الطعام لا يطالبون بإطلاق سراحهم، وانما بتحسين ظروف اعتقالهم. الاضراب عن الطعام هو عمل شجاع. هذا هو اخر سلاح يتبقى للأسرى، الأناس الذين يفتقدون الى الحماية في كل مكان في العالم.
ربما كانت محبتي للبرغوثي نابعة من التشابه في الاحداث التي عايشناها في شبابنا. لقد انضم الى حركة المقاومة الفلسطينية في جيل 15 عاما، وهو ذات الجيل الذي انضممت فيه انا (قبل 35 سنة منه) الى حركة ايتسل. انا ورفاقي اعتبرنا انفسنا محاربين من اجل التحرر، لكن السلطة البريطانية اعتبرتنا «ارهابيين». والأمر نفسه يحدث الآن للبرغوثي ورفاقه – انهم محاربون من اجل الحرية بالنسبة لهم وللغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، لكنهم «مخربين» بالنسبة لسلطة الاحتلال الاسرائيلي. عندما وقف البرغوثي امام المحكمة المركزية في تل ابيب لمحاكمته، حضرنا انا ورفاقي من «كتلة السلام» الى قاعة المحكمة للتضامن معه، وتم طردنا من قبل الحراس.
قبل سنوات اطلقت على البرغوثي لقب «مانديلا الفلسطيني». كلاهما كانا مناصران للسلام، لكنهما بررا استخدام العنف في النضال ضد القامعين. نظام الأبرتهايد كان «رحوما» وفرض على مانديلا عقوبة السجن المؤبد لفترة واحدة، اما اسرائيل ففرضت على البرغوثي عقوبة السجن المؤبد لأربع مرات، بإضافة 40 سنة سجن اخرى، ردا على اعمال العنف التي نفذها «التنظيم» الذي ترأسه. حسب المنطق نفسه كان يجب فرض عقوبة السجن المؤبد 91 مرة على مناحيم بيغن بعد ان اصدر الأمر بتفجير فندق «الملك داود»، وقتل 91 شخصا، كان بينهم الكثير من اليهود.
هناك شيء يثير الثقة في شخصية البرغوثي، شيء يحوله الى محكم طبيعي في الصراعات الداخلية. فرجال حماس ايضا، الذين يعارضون فتح، يميلون للإصغاء اليه. انه الوسيط المثالي بين كل الفصائل. ربما يكون هذا سبب آخر يجعل سلطات الاحتلال ترفض كل اقتراح يدعو لاطلاق سراحه، حتى في اطار صفقة لتبادل الأسرى. ربما يعتقدون انه عندما سيتحرر البرغوثي، يمكنه ان يتحول الى محور للوحدة الفلسطينية – وهذا هو الأمر الأخير الذي يريده الاحتلال الاسرائيلي. «فرق تسد»، هي المقولة الرومانية القديمة التي خدمت كل المحتلين على مدار العصور في تعاملهم من الجمهور المحتل. والاحتلال الاسرائيلي نجح بذلك الى حد كبير.
اشاعات وادعاءات اسرائيلية
حول البرغوثي لاضعاف الاضراب
تصاعدت قبل يومين وتيرة بث الاشاعات الإسرائيلية للنيل من تماسك وتصاعد اضراب «الحرية الكرامة»، في محاولة لاحباطة وكسر صمود المضربين، وجاء ذلك هذه المرة من خلال القناة الثانية الاسرائيلية التي نشرت تقريراً تدعي فيه أن قائد الاضراب مروان البرغوثي يتناول الطعام في زنزانته خفية. بعد تحليل الصور المنشورة ومحتوى التقرير، يظهر مدى ضعف وهشاشة الرواية الاسرائيلية الأخيرة. هذه الفبركة والاخراج الركيك يظهر مدى إفلاس المؤسسة الاسرائيلية في التصدي لصمود الاضراب الحديدي والمتصاعد، ولم يتبق في جعبتها إلا الاستعانة بمخيال هوسها الضيق.
تضامناً مع اسرى الحرية والكرامة
حفل زفاف في خيمة اعتصام الأسرى برام الله
أصرّ الشّاب رضوان القطري والشابة سماح القطري، من مخيم الأمعري للاجئين وسط رام الله، على عقد قرانهما في خيمة التضامن الدائمة والمركزية، المقامة على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، لاسناد الاسرى، لا سيما أن العريس هو شقيق الشهيد عيسى القطري.
وكما ذكر موقع يافا 48 ، انطلق موكب العرس من مخيم الامعري، ووصل إلى غايته خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط رام الله.
ووصل موكب العرس، سيارات مزينة، وأبواق سيارات مرتفعة، ومئات في الميدان ينتظرون العروسين، فدخلا خيمة الاعتصام حيث نصبت لهما «كوشة» بسيطة، لكنها تليق بعروسين، كرسيان بلاستيكيان ولا شيء سواهما، غير صور الأسرى وعلم فلسطين وبعض الرايات والشعارات التضامنية مع الأسرى، ومئات غنوا وزغردوا للعروسين فرحا بهما.
هكذا خطط شريكا المستقبل لزفافهما أن يكون زفافا غير تقليدي، زفافا تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام، الذين بدأوا هذه المعركة مع السجان في السابع عشر من الشهر الجاري.
رضوان القطري، هو شقيق الشهيد عيسى خالد القطري (22 عاماً)، الذي استشهد في العاشر من أيلول 2014، قبل أيام قليلة فقط على زفافه.
استشهد عيسى خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الأمعري في فجر ذلك اليوم، برصاصة من قناص استقرت في القلب، لتؤجل الأفراح في بيت القطري إلى هذا اليوم.
العروس سماح، بثوبها الأبيض، الذي ازداد جمالا بتواجدها في خيمة الاعتصام، قالت إن هذه الخطوة ما هي إلا لإعلان التضامن الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال، على اعتبار أن هذا أقل شيء يمكن فعله وتقديمه.
وبدأت وسائل الاعلام الاسرائيلية منذ اليوم الاول من الاضراب العمل بتأهب تصاعدي على الرغم من أن إضراب الأسرى عبارة عن احتجاج غير عنيف وحق إنساني، إلا أن الادارة الاسرائيلية تصرّعلى شيطنتهم واعتبارهم كما صرح الوزير الاسرائيلي تساحي هنجبي، قتلة يشكلون خطراً على اسرائيل. ويقول الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة هآرتس، جدعون ليفي، «من يعرف أصلا ماذا يطلبون؟ القضاء على دولة اسرائيل، هل هذا هو ما يريدونه. الصحيح هو أنه لم يطرح الاضراب أي مطلب سياسي بين مطالبهم. ولا أي مطلب مبالغ فيه. إلا اذا كانت اقامة مراحيض مناسبة لعائلات الاسرى الذين ينتظرون لساعات طويلة في الخارج، ربما هذا مبالغ فيه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين. الطرفان ينتظران رؤية أي طرف سيتعب أولا، ومن لديه القدرة الأكبر. وحتى ذلك الحين فان المضربين عن الطعام سيعانون حتى الموت تقريبا، وجميعهم يعتبرون أن نضالهم عادل وسيحقق مآربه، ومن حق الاسرائيلي أيضا أن يحترم ذلك».
وقد دعت مؤسسات وهيئات وشخصيات فلسطينية للتضامن مع الاسرى في اضرابهم والانخراط في معركة «الحرية والكرامة» التي يقودها الأسرى المضربون عن الطعام في سجون الاحتلال، ومواصلة العمل في بناء الوحدة الوطنية والشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل والشتات. وتعيد هذه المعركة توجيه على الكفاح الوطني الفلسطيني نحو الصراع مع الاحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري، وتحقيق الوحدة خلف قضبان الأسر.
اضراب الحرية والكرامة بدأ عشية ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور، و69 عامًا على النكبة، و50 عامًا على النكسة، و10 أعوام على الانقسام الداخلي، فجاء ليوحد الصفوف والصمود والتصدي لسياسات الاحتلال والاستيطان والعنصرية والحصار، وصيانة حقوق اللاجئين في الوطن وخارجه.
عقوبات على الأسرى المضربين وبعضهم يتقيّأ دماً
بخصوص بوادر مفاوضات بين الأسرى وإدارة السجون، أكد رئيس شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أنه لا معلومات مؤكدة بشأن مفاوضات تدور بين قادة الإضراب وإدارة مصلحة السجون.
ونقل المحامي عن الأسير حمايل أن إدارة السجن تزود الأسرى بعبوة مياه واحده لكل ستة أسرى، وترفض تزويدهم بالملح». وما يزداد الوضع مآساويةً على الأسرى، ارتفاع درجات الحرارة، ونقل المحامي أن عددا منهم بدأ بتقيؤ الدم. كما وتحدث الأسيران إلى المحامي عن أن ادارة السجون تقوم باحتجاز الأسرى في زنازين قذرة وأنهم يرتدون ذات الملابس منذ بداية الإضراب.
أطبّاء الاحتلال يحوّلون عيادة السّجن لمعرض للطعام
أكدت اللّجنة الإعلامية لإضراب الحرية الكرامة، والمنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني؛ أن أطبّاء الاحتلال حوّلوا عيادة سجن «أوهلي كيدار» إلى مكان لعرض الطّعام على الأسرى المضربين.
جاء ذلك عقب زيارة لمحامي نادي الأسير الفلسطيني خالد محاجنة للأسير المضرب عن الطعام لليوم (23) على التوالي هارون عياد، في عزل «أوهلي كيدار»، والذي أكّد أن الأطبّاء يقومون بوضع أصناف الطّعام المختلفة في العيادة، ويساومون الأسرى الذين تتدهور أوضاعهم الصحية بتقديم العلاج لهم مقابل إنهاء إضرابهم.
ونقل المحامي محاجنة عن الأسير عياد، أن الأسرى المضربين معزولون في زنازين ضيّقة، ويضطر بعضهم للنوم على الأرض، وهم محرومون من الخروج لـ»الفورة»، مشيراً إلى أن إدارة السّجن قامت بسحب جميع الأغراض الشخصية من الأسرى منذ اليوم الأول للإضراب؛ وزوّدتهم ببطانيتين وفراش لكل أسير، وبملابس «الشاباص» ومعجون وفرشاة أسنان غير صالحة للاستعمال.
كما وأن إدارة السّجن فرضت عليهم عقوبات تمثّلت بدفع غرامات مالية بقيمة (300 شيكل)، وحرمان من الزيارة وحرمان من الكنتينا، وذلك بذريعة أنهم لا يقفون على العدد. وبيّن الأسير عياد أن إدارة السّجن تقوم بتفتيشات يومية للزنازين تصل إلى ثلاث مرات وفي أوقات مختلفة، ويتم في كل عملية تفتيش إجبار الأسرى على الخروج من الغرف لغرف أخرى، ما يفاقم من الأوضاع الصحية المتدهورة الأسرى المضربين.
ولفت إلى أن الأسرى وصلوا لمرحلة يعانون فيها من صعوبة في الحركة والتنقّل، وآلام في المعدة والرأس، وجفاف في الحلق، مضيفاً أن عدداً من الأسرى يمتنعون عن تناول الماء لساعات بسبب صعوبة قدرتهم على التوجّه إلى المرحاض.
ويذكر أن محامي نادي الأسير تمكّن من زيارة الأسير عياد بعد أن تقدّم بعدّة طلبات لزيارته، قوبل فيها بالرفض، فلجأ إلى تقديم التماسات خاصة باسم الأسير لمحكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع، وقد سمح له بالزيارة بعد مفاوضات طويلة ومقابل سحب الالتماسات.
رفض مساومة العلاج بكسر الاضراب
أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن محامي نادي الأسير، خالد محاجنة، تمكن للمرة الأولى- منذ بدء إضراب الأسرى الجماعي في السابع عشر من نيسان الماضي- من زيارة سجن ‹›››››››نفحه›››››››› ، وقام بتوثيق تفاصيل تعرّض الأسرى للتنكيل بهم خلال إضرابهم، وكذلك إقامة مستشفى ميداني لمساومتهم على تقديم العلاج.
ونجح محاجنة في تحصيل حق الزيارة بعد أن كانت إدارة مصلحة سجون الاحتلال رفضت ذلك لعدة مرات، وتمكن من زيارة الأسير المضرب منذ (23) يوماً، مجاهد حامد، من بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة.
ولفت الأسير حامد إلى أن الأسرى المضربين في سجن ‹›››››››نفحه›››››››› موزّعين على خمسة أقسام مفصولة عن بعضها البعض، وواحد منها جرى تحويله لمستشفى ميداني لعلاج الأسرى المضربين. وأوضح أن إدارة السجن تقوم بنقل الأسرى الذين تدهورت أوضاعهم الصحية أو تعرّضوا لاعتداءات إلى المستشفى الميداني، وهناك تتمّ مساومة الأسرى بتقديم العلاج لهم والعناية الطبية وتقديم وجبات الطعام، مقابل إنهائهم للإضراب، كما ويتمّ فيه بثّ الإشاعات التي تستهدف معنويات الأسرى.
كلاب بوليسية لثني الأسرى عن اضرابهم
في خطوة جديدة من التصعيد الهستيري، بدأت قوات القمع التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية بتنفيذ «اقتحاماتٍ لأقسام في سجن النقب الصحراوي مستخدمة الكلاب البوليسية وسكب المياه المخصصة للشرب على الأسرى» في محاولة لثنيهم عن مواصلة إضرابهم عن الطعام الذي دخل يومه الثالث والعشرين.
هذا ما أفاد به محامي اللجنة المنبثقة عن هيئة الأسرى ونادي الأسير، يوسف نصاصرة، بعد أن نجح، اليوم، في الالتقاء بالأسيرين المضربين في سجن النقب، محمد أبو الرب، من جنين، وراشد خليل حمايل، من نابلس.
«نيلسون مانديلا» فلسطين
كتب اوري افنيري في صحيفة هآرتس يقول: مروان البرغوثي هو قائد منذ ولادته. بدأ الشهر الماضي مع حوالي الف اسير اخر، الاضراب المفتوح عن الطعام. المضربون عن الطعام لا يطالبون بإطلاق سراحهم، وانما بتحسين ظروف اعتقالهم. الاضراب عن الطعام هو عمل شجاع. هذا هو اخر سلاح يتبقى للأسرى، الأناس الذين يفتقدون الى الحماية في كل مكان في العالم.
ربما كانت محبتي للبرغوثي نابعة من التشابه في الاحداث التي عايشناها في شبابنا. لقد انضم الى حركة المقاومة الفلسطينية في جيل 15 عاما، وهو ذات الجيل الذي انضممت فيه انا (قبل 35 سنة منه) الى حركة ايتسل. انا ورفاقي اعتبرنا انفسنا محاربين من اجل التحرر، لكن السلطة البريطانية اعتبرتنا «ارهابيين». والأمر نفسه يحدث الآن للبرغوثي ورفاقه – انهم محاربون من اجل الحرية بالنسبة لهم وللغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، لكنهم «مخربين» بالنسبة لسلطة الاحتلال الاسرائيلي. عندما وقف البرغوثي امام المحكمة المركزية في تل ابيب لمحاكمته، حضرنا انا ورفاقي من «كتلة السلام» الى قاعة المحكمة للتضامن معه، وتم طردنا من قبل الحراس.
قبل سنوات اطلقت على البرغوثي لقب «مانديلا الفلسطيني». كلاهما كانا مناصران للسلام، لكنهما بررا استخدام العنف في النضال ضد القامعين. نظام الأبرتهايد كان «رحوما» وفرض على مانديلا عقوبة السجن المؤبد لفترة واحدة، اما اسرائيل ففرضت على البرغوثي عقوبة السجن المؤبد لأربع مرات، بإضافة 40 سنة سجن اخرى، ردا على اعمال العنف التي نفذها «التنظيم» الذي ترأسه. حسب المنطق نفسه كان يجب فرض عقوبة السجن المؤبد 91 مرة على مناحيم بيغن بعد ان اصدر الأمر بتفجير فندق «الملك داود»، وقتل 91 شخصا، كان بينهم الكثير من اليهود.
هناك شيء يثير الثقة في شخصية البرغوثي، شيء يحوله الى محكم طبيعي في الصراعات الداخلية. فرجال حماس ايضا، الذين يعارضون فتح، يميلون للإصغاء اليه. انه الوسيط المثالي بين كل الفصائل. ربما يكون هذا سبب آخر يجعل سلطات الاحتلال ترفض كل اقتراح يدعو لاطلاق سراحه، حتى في اطار صفقة لتبادل الأسرى. ربما يعتقدون انه عندما سيتحرر البرغوثي، يمكنه ان يتحول الى محور للوحدة الفلسطينية – وهذا هو الأمر الأخير الذي يريده الاحتلال الاسرائيلي. «فرق تسد»، هي المقولة الرومانية القديمة التي خدمت كل المحتلين على مدار العصور في تعاملهم من الجمهور المحتل. والاحتلال الاسرائيلي نجح بذلك الى حد كبير.
اشاعات وادعاءات اسرائيلية
حول البرغوثي لاضعاف الاضراب
تصاعدت قبل يومين وتيرة بث الاشاعات الإسرائيلية للنيل من تماسك وتصاعد اضراب «الحرية الكرامة»، في محاولة لاحباطة وكسر صمود المضربين، وجاء ذلك هذه المرة من خلال القناة الثانية الاسرائيلية التي نشرت تقريراً تدعي فيه أن قائد الاضراب مروان البرغوثي يتناول الطعام في زنزانته خفية. بعد تحليل الصور المنشورة ومحتوى التقرير، يظهر مدى ضعف وهشاشة الرواية الاسرائيلية الأخيرة. هذه الفبركة والاخراج الركيك يظهر مدى إفلاس المؤسسة الاسرائيلية في التصدي لصمود الاضراب الحديدي والمتصاعد، ولم يتبق في جعبتها إلا الاستعانة بمخيال هوسها الضيق.
تضامناً مع اسرى الحرية والكرامة
حفل زفاف في خيمة اعتصام الأسرى برام الله
أصرّ الشّاب رضوان القطري والشابة سماح القطري، من مخيم الأمعري للاجئين وسط رام الله، على عقد قرانهما في خيمة التضامن الدائمة والمركزية، المقامة على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، لاسناد الاسرى، لا سيما أن العريس هو شقيق الشهيد عيسى القطري.
وكما ذكر موقع يافا 48 ، انطلق موكب العرس من مخيم الامعري، ووصل إلى غايته خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط رام الله.
ووصل موكب العرس، سيارات مزينة، وأبواق سيارات مرتفعة، ومئات في الميدان ينتظرون العروسين، فدخلا خيمة الاعتصام حيث نصبت لهما «كوشة» بسيطة، لكنها تليق بعروسين، كرسيان بلاستيكيان ولا شيء سواهما، غير صور الأسرى وعلم فلسطين وبعض الرايات والشعارات التضامنية مع الأسرى، ومئات غنوا وزغردوا للعروسين فرحا بهما.
هكذا خطط شريكا المستقبل لزفافهما أن يكون زفافا غير تقليدي، زفافا تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام، الذين بدأوا هذه المعركة مع السجان في السابع عشر من الشهر الجاري.
رضوان القطري، هو شقيق الشهيد عيسى خالد القطري (22 عاماً)، الذي استشهد في العاشر من أيلول 2014، قبل أيام قليلة فقط على زفافه.
استشهد عيسى خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الأمعري في فجر ذلك اليوم، برصاصة من قناص استقرت في القلب، لتؤجل الأفراح في بيت القطري إلى هذا اليوم.
العروس سماح، بثوبها الأبيض، الذي ازداد جمالا بتواجدها في خيمة الاعتصام، قالت إن هذه الخطوة ما هي إلا لإعلان التضامن الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال، على اعتبار أن هذا أقل شيء يمكن فعله وتقديمه.

ليست هناك تعليقات :