49 قتيـلا بمسـجـد دمرتـه غـارة جويـة فـي ريـف حلـب

  فرسان نبوز-تتواصل أعداد الخسائر البشرية في الارتفاع نتيجة المجزرة التي جرى ارتكابها مساء أمس الأول الخميس، في ريف حلب الغربي، وفي التفاصيل التي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه ارتفع عدد من قضى واستشهد إلى 49، جراء المجزرة التي نفذتها طائرات أمريكية، خلال استهدافها لمركز دعوي تابع لجماعة الدعوة والتبليغ في قرية الجينة بريف حلب الغربي، وأكدت مصادر أهلية موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه جرى استهداف المركز الدعوي الذي يتبعه المصلَّى بضربات صاروخية، دمرت أجزاء من المركز الدعوي، خلال درس دعوي كان يحضره عشرات الأشخاص، في حين توثق المرصد السوري من أن غالبية من قضى واستشهد هم من الجنسية السورية، كما أكدت المصادر للمرصد، أن الاجتماع كان درساً دعوياً فقط، ولم يكن هناك أي اجتماع عسكري أو درس عسكري أو إعداد لخطط عسكرية في هذا المركز الذي جرى تدمير أجزاء منه.
 وعدد من قضى واستشهد في المجزرة التي وقعت في قرية الجينة الواقعة في جنوب غرب بلدة الاتارب بريف حلب الغربي، لا يزال مرشحاً للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى والمفقودين، ولا يزال عدد من الجرحى بحالات خطرة، فيما أصيب البعض إصابات بليغة وإعاقات بالإضافة لحالات بتر أطراف، وتحولت جثامين العديد من الشهداء إلى أشلاء.
 من جهتها حمّلت حركة أحرار الشام السورية التحالف الدولي مسؤولية المجزرة،كما أدانت تركيا الغارة، بينما طالبت موسكو واشنطن بتوضيحات بشأنها.
وفي بيان أصدرته نددت حركة أحرار الشام وهي من أبرز فصائل المعارضة السورية المسلحة- قصف المسجد، وأكدت أن كل الضحايا من المدنيين وقد تعرضوا للقصف أثناء صلاة العشاء. وقالت إن استهداف المساجد ودور العبادة في جميع الأديان والقوانين الدولية يعد جريمة حرب.
 وقد خرجت مظاهرات في بلدات بريفي حلب وإدلب نددت بقصف مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة التي تبعد ثمانية كيلومترات تقريبا عن الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.
من جهتها قالت وكالة أنباء الأناضول إن المسجد كان يضم أفرادا من جماعة الدعوة والتبليغ، وهي جماعة للدعوة لا علاقة لها بالفصائل المسلحة، وكان هؤلاء ضمن نحو 300 مصل اجتمعوا في المسجد لصلاة العشاء. وقال ناشطون إنه تم تعليق صلاة الجمعة في العديد من مناطق الريف الغربي تحسبا لغارات جديدة. ويأتي تعليق الصلاة بينما قصفت طائرات حربية بصواريخ فراغية وقنابل عنقودية أحياء سكنية في مدينة الأتارب، وبلدات كفر كرمين ومعراتة ومعرة الأتارب، بريف حلب الغربي مما أدى إلى سقوط جرحى ودمار واسع في الممتلكات.
وفي إطار ردود الفعل أدان نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي قصف المسجد، ووصفه بجريمة حرب.
 وفي وقت سابق نفى الجيش الأميركي أن تكون طائراته قد قصفت المسجد، وقال إنه استهدف تجمعا لتنظيم القاعدة على بعد 15 مترا من المسجد، وأضاف أن عددا ممن سماهم الإرهابيين قتلوا.
وزعم متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية أن الموقع الذي تم استهدافه دمر، وأن المسجد لا يزال قائما. بيد أن صورا من مصادر مختلفة تظهر بوضوح تعرض المسجد لدمار كبير.
وفي ما بدا اعترافا باحتمال حدوث قصف خاطئ، قال المتحدث الأميركي إن الموقع الدقيق لهذه الضربة غير واضح، وأضاف أنه سيُفتح تحقيق فيما وصفها بالادعاءات بأن الغارة قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين. وفي السابق أقر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمسؤوليته عن قتل المئات من المدنيين في سوريا.
وفي موسكو قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف إن موسكو تنتظر من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مزيدا من التوضيحات بشأن مقتل عشرات المدنيين في الغارة الجوية على قرية الجينة السورية.
  من جانب آخر شنت مقاتلات إسرائيلية ثلاث غارات على أهداف لـ ميليشيا حزب الله اللبناني في الأراضي السورية، حسب ما أكده مراسل قناة «العربية» في الأراضي المحتلة.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلاته الجوية قصفت عدة أهداف في سوريا ليل الخميس الجمعة. وتابع البيان أن منظومة الدفاع الصاروخية في إسرائيل اعترضت صاروخاً أطلق من سوريا رداً على القصف.
وتابع الجيش الإسرائيلي أن أيا من الصواريخ التي أطلقت من سوريا ضد المقاتلات الجوية الإسرائيلية لم يبلغ هدفه، مضيفا أن صفارات الإنذار دوت خلال الليل في وادي الأردن.
وأوضحت مصادر عسكرية إسرائيلية أنه تم استهداف إحدى الطائرات الإسرائيلية بصاروخ من نوع «سام» جرى اعتراضه فوق منطقة الأغوار.
وفي بيان للحكومة السورية، قال إن أربع طائرات إسرائيلية دخلت الأجواء السورية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تدمر وإنه تم إسقاط إحداها وإصابة أخرى، بينما قال بيان للجيش الإسرائيلي إن الطائرات نفذت غاراتها في سوريا وعادت إلى قواعدها.
وفي وقت سابق، أُفيد بأن جيش الاحتلال أطلق صافرات الإنذار من الصواريخ وأعقب ذلك دوي انفجارات في مستوطنات في غور الأردن.   من زاوية أخرى عقدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية اجتماعات مكثفة في الرياض تستمر اليوم لمناقشة الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف المزمع عقدها في 23 أذار، على أن تعقد اجتماعات أخرى مع الوفد المفاوض.
وبحثت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري مسارات التفاوض في جنيف مع أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات والوفد المفاوض والوفود الاستشارية والإعلامية.
وشدد عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات فؤاد عليكو في تصريح لـ»الشرق الأوسط» على التمسك بتراتبية البحث في الملفات الثلاثة وهي: الانتقال السياسي والدستور والانتخابات، مع عدم رفض البحث في قضية الإرهاب. واعتبر عليكو أن فرص نجاح جولة جنيف المقبلة ضئيلة جدا أو حتى معدومة
 في سياق متصل سلمت اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري مذكرة لوزارة الخارجية التركية، طالبت فيها بمقاضاة الطيار التابع للجيش السوري، محمد صوفهان، الذي سقطت طائرته في الأراضي التركية بعد اتهامه بارتكاب مجازر بحق مدنيين سوريين. ووجهت اللجنة القانونية المذكرة إلى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ووزير العدل، والسلطات القضائية المختصة في تركيا، وأوضح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف هيثم المالح أن هناك اتفاقية لتسليم المجرمين بين الدولتين (سوريا وتركيا)، مضيفاً: «تأسيساً على ذلك فقد طلبنا مساعدة قضائية من قبل السلطات القضائية التركية بالاستناد إلى المادة 29 الفقرة 3 من الاتفاقية. وكالات